هناك فرق كبير بين أن يريك أحدهم وجهة النظر الأخرى للأمر وبين أنه لا يرى إلا هذه وجهة النظر، ولا يكتفي بذلك بل يريد أن يقنعك بها وأن تتبناها كوجهة نظرك، كل يميل إلى رأيه ويريد أن يقنعك به وهذا حقه ولكن إن لم تقتنع لا يرضى بذلك بل قد يصل الأمر إلى أن يوجه لك سلسلة من الاتهامات بأنك المتسبب الأوحد في الذي سيجرى لك وهذا ليس من حقه، يختارون مجموعة من القواعد للحوار حسبما يريدون ويريدونك بالمقابل أن تسير عليها وفقا لآرائهم.
لا أحد يستوعب انه من الممكن أن يكون لدينا وجهتي نظر ويكون الاثنان علي حق أو الاثنان على غير حق بالمرة، لكن هكذا القاعدة عند الكثير لأن هناك طرف مُخْطِئٌ إذن الطرف الآخر هو على صواب مع أنه من الوارد أن يكون هذا الطرف هو الأكثر خطأ من الأول. لكن لابد من وضع اللوم على أحد، خاصة الطرف الصامت الذي لا يتحدث كثيرا، فثمة دوما شخص يتحمل اللوم عن الآخرين فقط لأنه التزم الصمت.
يوجد رابط خفي بين الخطأ والصمت، فإذا ما صمتت دون أن تقول شئ عن اتهام وجه لك هذا اعتراف ضمني بخطئك وإلا لما الصمت، وإن تكلمت بلا توقف إذن أنت على حق حتى وإن لم تكن كذلك، لكن هذا ليس شرطا دائما، فمع ظهور من يعلو صوتهم زورا لأجل الإدعاء بما هو ليس حقيقي بالمقابل يظهر من يصمت لأنه رأى ألا فائدة من الكلام وأن الآخر غير مستعد لسماع كلامه فضلا عن تصديقه ومساندته.
تخضع وجهات النظر للاتفاق والاختلاف بين البشر هذا أمر طبيعي ولا خلاف عليه من المفترض! فلا بأس أن تختلف مع وجهة نظر الغير طالما أن مقصدك توضيح الصورة من زاويتك لا أن تتعمد تصيد الخطأ عند الاستماع إلى مجرى الحديث، كذلك كلما كان المناخ الحواري حرا ويسمح بعرض مختلف الآراء دون التحيز لأحد على حساب الأخر هذا هو ما يثري العالم بأفكار متألقة تتحول إلى اعمال أشد تألقاً.
شكرا جزيلا
رابط الموضوع السابق
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق