التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف الفلسفة

سقف .. اوعى توقف

بسم الله الرحمن الرحيم لقد كتبت من قبل موضوع هنا في المدونة بعنوان ( التصفيق الحار ) كان الهدف منه توضيح مدى التأثير الكبير للتصفيق الحار علي الناس وكيف أنهم قد يريدون فعل الكثير من أجل الحصول على تصفيق حار ولكن هناك أمر لم أضعه بعين الاعتبار هو أنه أحيانا تنقلب هذه الرغبة إلى حد الهوس، وأن هناك من يستطيع المبالغة في الأمر حتى يجرفه هذا إلي التيار الخاطئ فقط لأنه يريد تصفيق الآخرين فهو لا يريد التصفيق في حد ذاته ولكن يريده أن يأتي ضمن حزمة من مشاعر الفخر والانتصار والثقة بالنفس والنجاح والمكانة العالية في المجتمع فيكون التصفيق حينئذ هو البرهان البسيط والكبير في نفس الوقت على تحقيق كل ما يرغبه. عندما تسمع وترى لكل من حفلات الفنانين والفنانات أمثال أم كلثوم وفيروز وعبد الحليم حافظ وغيرهم مع حفظ الألقاب، تشعر أن التصفيق الذي يحظون به لهو حقا رائع يدخل القلب حيث أنك تشعر به يأتي من القلب يأتي من جمهور يقدر ويحترم ويفتخر بل ويعتز بمن يصفق له وهذا أقل شئ يفعله ومع ذلك هو كثير جدا بالنسبة للآخرين. بينما في الفترة الأخيرة وصل الأمر لدرجة أن يطلب مسئولي البرامج المقدمة علي الهواء من الجمهور الم

لعبة القديم والحديث

بسم الله الرحمن الرحيم أنا واحدة من الذين يوافقون بشدة على  أن القديم أصالة وقيمة ومخزون هام لا يمكن الاستغناء عنه أو حتى  استبداله، لكني بالرغم من ذلك أكره الحديث عن الأطلال وعن الزمن الجميل وعن الماضي بشكل مبالغ فيه، فالكل يعرف أن ما يجعل الماضي مميز كونه ماض في طريقه لن يرجع للوراء حتي لكي ينظر إليك النظرة الأخيرة ويذهب من حيث أتى . فلنتفق عموما على  أنه لولا تراكم  الأشياء القديمة لما أصبح لدينا تراث ومخزون ثقافي زخم نلجأ إليه وقتما نريد، بل ما كان للحديث وجود أصلاً، فكيف يكون الأمر حديثاً إن لم يكن هناك من قبله آخر قديم؟ هذا دون تكرار الحكمة الشهيرة "أن عقارب الساعة لا ترجع إلى  الوراء"، أدرك تماما أن هناك أناس من أجيال سابقة تري حال ما صار عليه العالم الآن وبين  ما مضى ، ومن الطبيعي أن يستخرجون الفروق بين كلا الصورتين، للأمر عيوبه ومميزاته في نفس الوقت، ومن حقك أن تحقق الاستفادة بما في كليهما وتترك السلبيات على  جانب كما وأن من حق كل شخص عاش في مرحلة ما مضت أن يحن إليها وأن يراها أنها أزهي العصور هذا من حقه وأنا أحترم ذلك كثيرا لكن الغلبة هي لعجلة الحياة التي سواء أ

طول الغياب

 بسم الله الرحمن الرحيم كل مرة أتأخر فيها عن ميعادي هاهنا أشعر بالندم لاحقا وتحدث بعض من الأمور السيئة، كل هذا لأني وعدت ألا أترك هذا المكان مكاني المفضل بل وأن أظل باستمرار في تواصل مع عالمي الخاص، لقد نسيت شغفي في زحمة الحياة، لست متعمدة لتكرار هذا الكلام كالببغاء فذلك أشد ما اكرهه ولكني أروي ما حدث. ففي يوم من الأيام تظن أن ما عندك ليس بكافي لك وتخرج لتتوه في زحمة الحياة تبحث عن شئ ما ولكنك لا تعرفه بالرغم من أنه كان لديك وأمامك طوال الوقت وعندما تعلم بذلك أخيرا حينئذ تشعر بالندم الشديد و تصر على أنك لابد أن تعي الدرس وأن تشكر (الله) عز وجل بكل كيانك علي أنه أعاد إليك استيعابك ورتب أمورك بعد سنوات الضياع لتجد نفسك تقف على قدميك مرة أخري، وهنا أحب أن أنوه عن شئ ليس بجديد ولكن يجب التنويه عنه أن هذه لن تكون آخر مرة تتوه فيها أعرف أن الأمر مؤلم قوله فما بالك بأن تعيشه ولكن الأُفضل إخبارك الحقيقة بدلا من الضحك عليك بالوهم، كلّما ما يمكن تأكيده لك أن كل مرة ستمر فيها بمثل هذه الأوضاع ستصبح أكثر قوة وحُنْكَة في مواجهتها لعلك تصبح خبير وتعطي الآخرين النصائح في كيفية تصرفهم في مثل هذه المو

هذا المرض...

بسم الله الرحمن الرحيم هذا المرض الذي يشغل العالم حاليا فيروس كورونا (كوفيد-19) ليست له تبعات جسدية فقط بل تبعات نفسية وعقلية على البشر، نأتي على ذكر بعضها على النحو التالي: أنه يمنعك من أن تسلم على الأهل والأحباب بل وأن تحافظ علي مسافة مناسبة بينك وبينهم منعا لانتقال العدوى منك وإليك. يجعلك تعاني من وسواس لكل ما ومن حولك باستمرار وكلما لامست شيئا أو شخصا ت كثر من غسل اليدين . يجعلك تجلس في البيت وترى ما كنت متغافل عنه بانشغالك في العمل. تواجه نفسك التي لطالما هربت منها كثيرا ولكن لا مفر اليوم من الحساب. تدرك أن الأزمة لا تغير أحدا بل تجعلك ترى الوجوه على حقيقتها دون تزييف. يجعلك تختبر علاقتك بأفراد أسرتك ومدى معرفتك بهم بل يعيد تعريف مفهوم القرب الانساني بين البشر.  قد تكتشف فيك قوة لم تعرف بها أو قد ترى  فيك  ضعف لم تكن تتخيله، فما أنت عليه هو ما سيكشف لك الجواب. كما تدين تدان، ما فعلته سيرجع لك فإن كان خيرا سيرجع لك  خيرا  وإن كان غير ذلك فالمثل بالمثل ولن تعرف ذلك في أي وقت أكثر من وقت المرض. سيذكرك بنعمة الصحة بل بكل النعم التي أنعم  (الله)  بها عز وجل عليك ولم

الفرق بين الفيلسوف والمتفلسف

بسم الله الرحمن الرحيم لقد تحدثت في موضوع سابق عن شخصية المتفلسف وسوف أكمل هنا ما بدأت على  النحو التالي: يوجد بعض الأسباب التي أدت إلى  انتشار  عدد كبير من الفلاسفة المزيفون بكثرة في هذا الوقت تحديدا مثل عدم اعتراف الجاهل بجهله مع أن هذه من أهم الدوافع لتعلم الإنسان في الحياة، كما أن للحكمة وقار تجعل من الشخص ذو مصداقية عالية بين الناس ويثقون كثيرا في رأيه وهذا ما يجعل المتفلسف يريد بشدة أن يتخذ هيئة الفيلسوف. الحقيقة أننا بسكوتنا عن هذا النوع من الشخصيات سمحنا  لتعرض الكثيرون للاستغلال من قبل أولئك المتفلسفون الذين يبحثون عن مصلحتهم فقط في المقام الأول. ومن أجل التصدي لهذا الأمر علينا بالصدق مع النفس، فليس العيب في عدم معرفة الأشياء بقدر ما هو أن تجعل من نفسك شخص آخر ولو بالكذب فقط لأجل مصالحك الشخصية. والفكرة هي أن منتهي الفلسفة أن تكون على طبيعتك، كما أنت في الحقيقة عيوبك ومميزاتك دون أن ننفي أهمية التحسين والتطوير الذاتي، فكلما اقتربت من ذاتك الداخلية وجدت فلسفتك الخاصة التي لن تحصل عليها ما لم تكون في اتصال مباشر مع نفسك من أعماق أعماقك. عنوان الموضوع السابق: شخصي

شخصية المتفلسف

بسم الله الرحمن الرحيم هناك نوع من الشخصيات التي تسمى بشخصية المتفلسف ويوجد فرق كبير هنا ما بين الفيلسوف الحقيقي بما لديه من قيم وحقائق والذي يدعي بأنه فيلسوف ويتفلسف في كل شئ على طريقته الخاصة ووفق مزاجه الشخصي. من سأتحدث عنه الآن هو النوع الثاني، نظرا لانتشاره الكبير في الآونة الأخيرة حتى أصبح الأمر زائد عن حده. هناك أناس كثر يحبون التفلسف على الفاضي والمليان، بأن يقولون مصطلحات معقدة لا يفهمها أحد غيرهم ولا حتى هم شخصياً، فإذا حاول أحد أن يناقشهم في كلامهم يتهمونهم بامتلاكهم معلومات محدودة وقاصرة، ولا أحد يحب أن يظهر بتلك الصورة أمام الآخرين أي كان الوضع، فقد لا يرغب معظم الناس في الحصول على أعلى مراتب العلم لكن بالتأكيد لا أحد يحب الظهور بمظهر الجاهل حتى لو كان هكذا في الأصل.  ووصل الأمر لدرجة أن أغلب الناس تفضل الصمت عن التعرض للإحراج  واتهامهم بالسذاجة والجهل من قبل المتفلسفين أمام الباقين ، وإذا حاول أحد أن يسير في نفس طريق التفلسف ولو بالكذب حينئذ سيلعب المتفلسف الأصلي دور الخبير معه ويهزمه شر هزيمة والسبب في فعله ذلك حتى لا يستطيع أحد منافسته في الانتفاع بالمصالح ا