بسم الله الرحمن الرحيم
لقد كتبت من قبل موضوع هنا في المدونة بعنوان (التصفيق الحار) كان الهدف منه توضيح مدى التأثير الكبير للتصفيق الحار علي الناس وكيف أنهم قد يريدون فعل الكثير من أجل الحصول على تصفيق حار ولكن هناك أمر لم أضعه بعين الاعتبار هو أنه أحيانا تنقلب هذه الرغبة إلى حد الهوس، وأن هناك من يستطيع المبالغة في الأمر حتى يجرفه هذا إلي التيار الخاطئ فقط لأنه يريد تصفيق الآخرين فهو لا يريد التصفيق في حد ذاته ولكن يريده أن يأتي ضمن حزمة من مشاعر الفخر والانتصار والثقة بالنفس والنجاح والمكانة العالية في المجتمع فيكون التصفيق حينئذ هو البرهان البسيط والكبير في نفس الوقت على تحقيق كل ما يرغبه.
عندما تسمع وترى لكل من حفلات الفنانين والفنانات أمثال أم كلثوم وفيروز وعبد الحليم حافظ وغيرهم مع حفظ الألقاب، تشعر أن التصفيق الذي يحظون به لهو حقا رائع يدخل القلب حيث أنك تشعر به يأتي من القلب يأتي من جمهور يقدر ويحترم ويفتخر بل ويعتز بمن يصفق له وهذا أقل شئ يفعله ومع ذلك هو كثير جدا بالنسبة للآخرين. بينما في الفترة الأخيرة وصل الأمر لدرجة أن يطلب مسئولي البرامج المقدمة علي الهواء من الجمهور الموجود في الأستوديو أن يصفقوا علي كلام سمعوه من الضيف المشهور وهم لا يستسيغون ذلك، فبقدر أنه من غير اللائق عدم التفاعل مع الضيف الحاضر خاصة عندما يتحدث ولكن لا يحق لأحد أن يحجر على حرية الإنسان في أن يقول له ماذا يفعل كأن يصفق لغيره بالاجبار فقط لأجل صورة البرنامج، أظن أن الصورة هكذا وضحت بشكل جيد جدا.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل علي المرء أن يفعل إنجاز على مستوى عدد كبير من الناس أو أن يكون من المشاهير لكي يصفق الآخرين له بحرارة و يشار إليه بالبنان، في الغالب هذا ما يحدث مؤخرا، فلم يعد يتم الاهتمام بشكل ملحوظ بالأفعال البسيطة التي تدل على الاخلاق والالتزام بالقيم لقلة عدد المستفيدين منها في نظر البعض مقارنة بالأفعال الكبيرة والمشهورة التي يتم التقاط الصور فيها إثباتا على ذلك. إن وجود عدسة الكاميرا قد يلغي ضمير الفاعل فأمام أعينها يخاف الغير أن تلتقط لهم صورة يتم إلقاء اللوم عليهم من أجل فعلتهم، فهم حينئذ يدعون الاخلاق فقط لكي يهربوا من سوط الحقيقة ولكنهم لا يفقهون أنه لا أحد يهرب من سوط الحقيقة، يخافون من عين الكاميرا وعين (الله) لم تنم.
الأساس والقاعدة هنا هي أننا عندما نصفق على فعل ما يعجبنا نكون بذلك نرسي قيمة أن هذا الفعل يستحق الاحترام والتقدير من الآخرين وهذا أقل ما يمكننا فعله، كما أننا إن كنا ننظر لاولئك الاشخاص الذين نصفق لهم بعين الاعتبار ونريد أن نصبح مثلهم فعلينا أن نستوعب أن هدفنا ليس في أن يصفق لنا الناس بقدر ما أن نكون أشخاص نحترم أنفسنا فالكون بأسره يحترمنا بالمقابل، وأن الهدف ليس مجرد الحصول على تصفيق الناس بل الحصول علي رضا (الله) عز وجل الذي يرضى عنك ويرضيك عنه وأن ينطبع هذا على حياتك في كل شئ.
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق