التصفيق الحار

صفق بحرارة
التصفيق الحار
 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إن التصفيق أداة مهمة من أدوات الإعجاب بالآخرين، فعلاً أن تصفق الناس لك هذا شئ رائع، لكن في ذلك العصر ما عاد الناس تصفق بحرارة وبحُب ولا يتوفر المعيار السليم الذي يجعلك تعرف إن هذا الشخص جدير بالتصفيق له، أي حد يقول عن أخلاق غير موجودة فيه ويظهر إنه متأثر تلقي التصفيق نازل عليه، ولا أنت تعرف أن الناس صدقت كلامه وفهمته ولا إذا كان صادق أم لا.

صوت التصفيق الفعلي جميل وحار وفيه قوة كبيرة في إبداء الإعجاب والتقدير لدرجة أن تحس بالفرحة من هذا التصفيق.

يعني تصفيق هو عندما يديك الإثنين يلتقوا مع بعض وكأن اليد مشتاقة لليد الثانية وتريد أن توصلها وينتج عن هذا الاشتياق الكبير صوت يسمي التصفيق. 

وأنك تتكلم هنا عن هذا الكلام قد لا ينتهي، أنا أتكلم هنا عن الوقت الذي كان فيه التصفيق من القلب يقول للإنسان من هو في نظر الناس، أصبح التصفيق واجب تعمله، مثلاً مديرك في العمل يقول خطبة في العمل يجب أن تصفق له حتى إذا لم تكن من داخلك مصدق لكلامه، وإذا في مجموعة حوار وعندما يتكلم أحد يلقي الكل يصفق له بدواعي الأخلاق يوم ما يأتي دورك لا تقدر  أن تعرف أيصفقون لك لأنهم منتبهين لكلامك أو حالك مثل غيرك، وقتها لا تخاطبهم علي أداء الواجب!  

وكيف تخاطب أحد لأنه لم ينتبه لكلامك وغير ملم بالأمر لدرجة أنه يصفق لك، من الذي قال؟ ليس من حقك أن تجعل الناس يصفقون لك علي شئ لم يروه كذلك، هم أحرار، إذا كانوا غير مصدقين إذن دعهم لأن هذا الشئ يأتي من القلب، أما إذا كان من داخلهم رافضون فما من داعي أن  تبدأ. 

لا تجعل أحد يدفعك أن تصفق له لأنك إذا لم تعمل ذلك تكون غير مقدر لعون هذا الشخص، في نظري أن تكون صادق مع نفسك وتعمل الشي الذي أنت راضي عنه أحسن بكثير من أنك تعمله تحت وسيلة الضغط أو النقد من الآخرين. 

وحتى إذا قدرت علي أن تضغط عليهم لن يكون التصفيق حار مثلما يجلجل بقاعة كبيرة لأنه وقت ما يحدث ذلك، الاشتياق بين اليدين سيقف كي تُعطي النتيجة التي  تريد.

عندما الناس تصفق من قلوبهم وهذا يحصل عندما تعينهم أن يكونوا صادقين مع أنفسهم متفقين مع قيمهم ومستعدين إذا كانوا على خطأ يقروا به ويصلحوه لأنه في مصلحتهم، وأن يعلنوا بحب عندما تعجب بشيء تصفق له تصفيق حار.

 شكراً جزيلاً

عنوان الموضوع التالي

سقف .. اوعى توقف

تعليقات

المشاركات الشائعة