الكتابة حسب الطلب

الكتابة حسب الطلب

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أنا أكتب منذ مدة دون مشاركة كتاباتي مع الآخرين، كنت أكتب عن كلمات، مواقف تحصلي لكن ما كان لدي القدرة على أن أشارك أحد عما أكتب. الموضوع كان صعب، فليس من السهل أن تظهر نفسك على الورق لأن الكتابة قد تقول عنك الذي لا تعرفه وإذا عرفته قد لا تقوله. والذي يحب الكتابة يعرف بهذا، وعن أن تجعل الإلهام يزورك ويزودك بالكلمات التي تصبح على الورق.

عندما أري اليوم كتابات موجودة لأن الناس تحب أن تقرأ هذا، أو أن هذا ما يتم بيعه، أو أن البنات تقرأ قصص الحب وكأنهم لا يعرفون عن القراءة شيء آخر، والشباب نكلمهم عن كرة القدم والسيارات ناهيك عن أخبار المشاهير. تصور عندما يعجب أحد بمقال أو محتوى كُتب عن فضيحة! وثمة ناس تحب الفضيحة لغيرها لكن تكرهها لنفسها، فحسب هذه النية أنك عندما  تكون جيد في نظر الغير تلقائياً يكون هو دون ذلك.

ونرجع لموضوعنا هنا هل على الكتابة أن تكون حسب الطلب؟ يعني أن تكتب حسب رأي الناس، وفي البداية نوضح بأنه ليست قاعدة أن تكتب الذي يريده الناس أو عكسه، لكن القاعدة أن تكتب كلام صادق من قلبك وقادر على إعلان التزامك به، كلماتك حرة، في طرحك لها، غايتك أن توضح الصورة من مختلف جوانبها وتترك الحكم والقرار في يد القارئ وهو حر في قراره لأنه من سيحصل علي النتيجة.

وما سبق عكس المعروف بالكتابة حسب الطلب التي من قواعدها مثلا أن تكتب الذي يلفت انتباه الناس ويصبحوا من قراء هذا الموقع أو الجريدة وغير مهم أن يكون صحيح بل هو أن يزيد عدد القراء، وأن تجعل من القارئ شخص يتتبع عورات الناس ويتغذى على فضائحهم وحتى إذا كان سيخسر نفسه في الطريق.

المهم أن نجعله يقرأ الخبر، ويصبح من يكتب يتعامل مع البشر على أنهم كائنات جائعة تريد غذاء مستمر أي كان بأي شكل وأي طريقة وتقع عليه نتيجة الإضرار بالناس أمام "الله" الذي سيحاسبه عن الكلمة التي كتبها ماذا كانت غايته منها؟ وكيف قرأها الناس؟ وعندما رأي الخطأ الذي يحصل كيف تصرف معه؟

الكتابة حسب الطلب معناها أننا فقدنا إنسانيتنا، إذا كنت ستكتب حسب الطلب إذن أكتب حسب ما يطلب منك قلبك الذي يدلك علي الطريق السليم أو حسب ما يقولك عقلك الذي يريد أن يوصل معلومة صحيحة للناس وأعرف أنه على حسب ما تطلب على حسب ما تجد، ولهذا السبب تريث جيداً قبل ما تطلب.

شكراً جزيلاً