بسم الله الرحمن الرحيم
أنا أكتب فعليا منذ أكثر من عشرين عام بيني وبين نفسي فقط لكن عندما نقلت الكتابة إلي العلن منذ أقل من شهر الوضع تغير، على مدى السنوات السابقة فكرت أكثر من مرة أنه على إنشاء مدونة وأعرض فيها أفكاري ولكن على آخر الوقت كنت أتراجع، تصور كل هذا الوقت أفكر وأقرر وأتراجع، لكن هذه المرة لم أتراجع فكرت وقررت ونفذت و أصبح لي مدونة.
ولكن الوضع لم يكن سهلا مطلقا، كيف أقوم بفتح مدونة لي وسط ملايين المدونات التي يتم إنشائها كل يوم؟ ماذا سوف أقدم؟ وكيف يتلقاني الناس؟ وللحق لقد شعرت في البداية بخيبة أمل كبيرة لأني توقعت توقعات أعلي من الواقع، فأنا لم أكن أعرف الواقع حقا حتى أحكم عليه.
توقعت أنني سوف أتعرض للنقد اللاذع من قبل الآخرين على الذي أكتبه، يبدوا أني كنت أري في خيالي أن ما أكتبه سيثير الاهتمام لدرجة أنه سيكون هناك أشخاص كثرة تقرأه، ثم جائت لي الحقيقة مثل الدلو البارد على رأسي، من يعرفك لكي يتابعك فضلا عن اعطائه رأي في كلماتك ويكون بالسلب أيضا؟
يبدو أن ملكة الخيال عندي لازالت تعمل وإلا لما كنت فكرت بهذا التفكير، ولكن هذا أوضح لي الفرق ما بين أن تتخيل الكتابة و أن تمارسها في الواقع ولأني مدونة جديدة وبالتأكيد أريد الناس أن تتابع مدونتي وفي ظل الانتشار الرهيب لتلك المدونات مع سهولة انشائها وتعلم كيفية التعامل معها أصبحت المنافسة على أشدها.
ما أقوله هو أن تتخيل الكتابة في عقلك شئ وأن تتعامل معها كواقع شئ آخر، فالكتابة عملية مجهدة حتى تخرج الأفكار العنيدة للعلن مثل طفل صغير تجذبه أمه للخروج إلي الضيوف وهو يرفض لأنه لا يعرفهم ويشعر أنه وسطهم كالغريب بينهم، والحقيقة هي أنه ليس من حق الأم (العقل) أن تجبر الطفل (الأفكار) علي الخروج للضيوف (الجمهور).
فالكتابة تحتاج لممارسة مستمرة، وقراءة مضاعفة ومراقبة ما يحدث حولك جيدا وتلمس الإلهام والسماح لأفكارك بأن تتشجع وتخرج للحياة وتظهر نفسها علي الورق بوضوح وبرغم أني لازالت أبدأ ولكني أريد أن أستمر. ولنري إلى أين توصلنا الرحلة؟
عنوان الموضوع السابق
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق