الوجه الآخر
![]() |
| الوجه الآخر |
بسم الله الرحمن الرحيم
للإنسان في هذه الدنيا وجه آخر لا يراه الآخرين، قد يكون جميل أو منفر، مضيئ أو معتم حسب نواياه، الأمر هو أنك لا تستطيع أن تتعامل على أن هذا الجانب غير موجود في شخصيات البشر، حتى إذا أردت أن تتعامى عن رؤيته سيظهر ذلك في أقل تصرف تتصرفه معهم، فمع سعي الإنسان أن يخبئ نفسه قد لا يحل ذلك الأمر، ما يحدث أنها ستكبر أكثر من ذي قبل.
فالوجه الآخر هو نفسك التي لا تظهر أمام الناس، أدق أمور حياتك التي لا تأتمن عليها أحد غيرك، الكلمات التي تختبئ خلف لسانك، والذي يظهر في أي نقاش لك مع الآخرين وعندما تستمر المناقشة يتم إظهار هذا الوجه لا إراديا وبقوة، الأمر ليس في الظن بأن نفسك على خطأ لا غير صحيح، بل هو في أنك إذا ما قررت أن تكون على عكس من فطرتك وصنعت لنفسك صورة لشخصية أخرى مختلفة عن شخصيتك الأصيلة، ففي هذا الوقت ستكشف الوجوه من حولك.
الغاية من إظهار الوجه الأخر هي أن تنظر لنفسك بشكل أكثر وضوحا، حتى عندما تتصرف مع الآخرين يحدث هذا عن وعي منك بنفسك ليس من الصورة التي كونتها حتي ترضي الناس عنك وتحصل علي مصالحك الشخصية، ويكون على حساب نفسك ويأخذ من وقتك وحياتك، والسؤال هنا هل هذا الأمر يليق ما فعلته أو ما قد تفعله من أجله قادماً؟ أنت من تملك الإجابة على هذا السؤال.
الأمر هو لأنك ترتدي وجه على شخصيتك وإذا كان شكله جميل، فهو يمنعك من أن تحسن من نفسك، فكيف ستقوم بعملية التحسين وأنت تراها بصورة ليست كما هي عليه؟ كيف تصلح ما تراه أنت رائع بينما أنت في داخلك ترفضه بقوة؟ وما يحدث بعد ذلك أن تكتشف بعد وقت طويل أنه يصعب التعامل معها.
المهم في الأمر أنك تظن أن السبب فيما حدث هو في قدرتك على أن تجيد إخفاء ذلك بشخصيتك، بل يصل الحد إلي أنه عندما تفشل في تحقيق غايتك تعزو السبب إلى عدم قدرتك علي ذلك بل تقول في نفسك كيف لم تعمل علي تغطية الأمر بداخلك؟ وذلك لأن نفسك أنت محاسب عنها ولك أن تكرمها كما يكرمك (الله) عز وجل.
فللشخص بصمته، فكيف يتركها هكذا بسهولة، مع ما بدت المكاسب من جراء فعلته مجزية له، فإذا رأيت أن هذا غير جدير بنظرك مثقال ذرة فأول شئ عليك أن تفعله هو أن تقر بوجوده بداخلك وطلب المساعدة من الناس المقربين لك أو المساعدة المهنية في حالة التصعيد للموقف حتى تصل إلي بر الأمان بأمر (الله) عز وجل إلى نفسك الصالحة.
شكراً جزيلاً






تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك