بسم الله الرحمن الرحيم
لكل إنسان في هذه الدنيا وجه آخر لا يراه الآخرين، قد يكون جميل أو قبيح، قد يكون مضيئ أو مظلم كل حسب نواياه، الفكرة هي أنك لا تستطيع أن تتعامل على أن هذا الجزء غير موجود في شخصيات البشر، حتى إذا أردت أن تتعامى عن رؤية هذه الحقيقة سيظهر ذلك في أقل تصرف تتصرفه مع الآخرين، فمهما حاول الإنسان أن يخبئ نفسه لن يحل ذلك المشكلة، ما يحدث فقط أنها ستتعقد أكثر من ذي قبل.
فالوجه الآخر هو نفسك التي لا تظهر أمام الناس، أسرارك التي لا تأتمن عليها أحد غيرك، الكلمات التي تختبئ خلف لسانك، والذي يظهر في أي خلاف لك مع الآخرين وكلما أشتد الخلاف يتم اظهار هذا الوجه لا إراديا وبقوة، الفكرة ليست في اعتبار أن نفسك قبيحة لا غير صحيح، بل الأمر وما فيه هو أنك إذا ما قررت أن تكون على عكس من طبيعتك وصنعت لنفسك صورة لشخصية أخرى مختلفة عن شخصيتك الأصيلة، ففي هذا الوقت سوف تسقط الأقنعة.
الهدف من فكرة الوجه الأخر هي أن تنظر لنفسك بشكل أكثر وضوحا، حتى عندما تتصرف مع الآخرين يحدث هذا عن وعي منك بنفسك الطبيعية ليس من الصورة التي كونتها حتي ترضي الناس عنك وتحصل علي مصالحك الشخصية فقط، ويكون الثمن على حساب نفسك ويأخذ من وقتك وطاقتك، والسؤال هنا هل هذا الأمر يستحق ما فعلته أو ما قد تفعله من أجله مستقبلا؟ أنت وحدك من تملك الإجابة على هذا السؤال.
الفكرة هي أنك طالما ترتدي قناع على شخصيتك مهما كان شكله جميل، فهو مدمر لشخصيتك وذلك لأنه يمنعك من أن تطور من نفسك، فكيف ستقوم بعملية التطوير الذاتي وأنت تري نفسك بصورة ليست كما هي عليها في الواقع؟ كيف تصلح ما تراه أنت رائع في خيالك بينما أنت في الواقع ترفضه بقوة؟ وما يحدث بعد ذلك أن تكتشف فجأة وبعد وقت طويل أنك أصبحت كتلة ضخمة من العيوب يصعب التعامل معها.
المضحك في الأمر أنك تظن أن السبب في ما حدث رهن بقدرتك على أن تجيد إخفاء كل ذلك في شخصيتك، بل يصل الحد إلي أنه عندما تفشل في تحقيق هدفك تعزو السبب إلى عدم قدرتك علي إخفاء شخصيتك الحقيقية بل تلوم نفسك بشدة علي أنك كيف لم تتحمل كتمان الأمر بداخلك للأبد؟ وذلك لأن نفسك الحقيقية مخلوق أنت مسئول عنه وعليك أن تكرمه كما يكرمك (الله) عز وجل.
فكل شخص له بصمة شخصية وهوية ذاتية خاصة به، فكيف يترك كل هكذا بمنتهي السهولة، مهما بدت المكاسب من جراء فعلته مغرية بالنسبة له، فإذا رأيت أن كل هذا لا يستحق في نظرك مثقال ذرة فأول شئ عليك أن تفعله هو أن تعترف بوجود المشكلة بداخلك والبحث عن المساعدة العادية من الناس المقربين لك أو المساعدة المتخصصة في حالة التعقيد الشديد للمشكلة حتى تصل إلي بر الأمان بأمر (الله) عز وجل إلى نفسك الصالحة.
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق