بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يكون الإنسان في موقف تنافس مع طرف آخر بطبيعة الحال يريد أن يربح وهنا ينقسم الناس إلى نوعين نوع يقف عند الحدود الطبيعية التي باستطاعته الوقوف عندها ونوع آخر يتخطى الحدود، وكلا حسب قدرته على فعل ذلك. فعندما يحاول أحد من النوع الأخير أن يربح في موقف ما يهدف إلى فعل ذلك بأي طريقة ومهما كانت العواقب ولكن لكل فعل ردة فعل، لذا يفضل هذا الرابح أن يكون المنافس له إنسان ذو طبائع سيئة أو على أقل تقدير مشابه له في السوء حتى إذا ما ارتكب في حقه الحيل والمكر، شعر بالراحة ولم يهتم لما فعل.
ولكن الطامة الكبرى تحدث عندما يكون هذا الشخص المنافس إنسان ذوي خلق وحسن السيرة، هنا تكمن العقدة لأن (الله) العظيم ربي ورب كل شيء لا يسمح لأحد بأن يجور على أحد خاصة عباده الصالحين، فهناك الضمير الذي لا يرحم أولئك الفاسدين الذين يريدون ارتكاب الأخطاء في حق الآخرين دون تحمل المسئولية، ويشعر هؤلاء المحتالون إنهم ارتكبوا خطأ في حق من هم افضل منهم ليس تفضلا بقدر ما هو اعتراف بالحقيقة، هم لن يهربوا منك لأنهم يعرفون أن فعل ذلك يجعلهم مخطئين، وبالرغم من كونهم يعرفون ذلك لا يريدون الاعتراف به وليسوا قادرين على مواجهة من أخطئوا في حقه.
لذا ... يتوصل ذهنهم الماكر إلى حيلة خبيثة أن يدعوا الاعتراف بالخطأ لمن يتعرضون له بأن يبدوا محاسن وطيبة هذا الشخص كي يقولوا "أخطأنا في حقك سامحنا"، هؤلاء الأشخاص لم يشعروا بالذنب هم فقط يضغطون عليك بأخلاقك و يستهينون بكونك جيد بل يرون أن هذا معناه أنهم مهما فعلوا بك ستسامحهم، أتعرف ماذا أجل! لكن هذا يحدث في حالة واحدة ليس إلا وهي أن يكونوا نادمين بحق عما فعلوه معك.
إذن الحل عندهم أن يظلوا يرتكبون في حقك الأخطاء دون إحساس حتى بمشاعرك ولا بوقع ما يفعلوه معك وهم متعمدون لذلك وتظل تغفر لهم بلا هوادة وإلا تصبح في نظرهم إنسان سيء ويأخذونها فرصة لينشروا الأمر عنك ولكن من يصدق قليل الأصل.
نصيحتي لك، إياك أن تسمح لمثل هؤلاء الأشخاص بمساومتك أو بجعلك تتنازل عن حقك أو أن يغشونك بأنهم لم يقدروا لأخلاقك معهم، الأمر لا يحتاج سوى مرة واحدة فقط تفعل ذلك ويعتادوا منك ذلك، كل مرة تصبر عليهم يزدادوا سوءا وتهاونا في حقك لتجدهم يبتزونك "إذ لم تسامحني ستصبح سيئ مثلي بل وأكثر مني" هم في انتظار أن تنفجر ليمسكوا عليك خطئك ويرمونه في وجهك، بأس هؤلاء التعساء هم لا يستحقون مسامحتك كما أنهم أخر من يحكمون على طيبتك، انصرف عنهم وإلا سوف يسحبونك إلي الوراء معهم، هؤلاء البعد عنهم غنيمة.
الحق أن من يحبك سيراعي مشاعرك وسيعرف ما الذي يفرحك أو يحزنك، ما يرضيك وما يغضبك، ويتعامل معك من خلاله، وإذا ما أخطأ في حقك يكون دون عمد منه، ويقدم اعتذاره لك وهو نادم بشدة على ما فعل، وإذا ما أخطأ ثانيا ستعرف أنه حاول بأقصى قدرته ألا يكرر فعلته لأنه تعلم درسه ولأنه يحترمك ويحترم نفسه بل يحترم العقل الذي أودعه (الله) عز وجل في كل منكم، هو لن يساومك على طيبتك، أو يدخل معك في امتحان لمدى عفوك هو يعلم تمام العلم نواياك الحسنة، ويريد قبول تلك الحقيقة بصدق.
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق