الشخص الذي سأتكلم عنه هنا هو طيب بالإسم فقط، والطيبون بالإسم لا يحبون بعضهم البعض لأن كل واحد منهم يرغب في أن يصبح الطيب الوحيد في المكان، هو الذي يأخذ كل الإعجاب عن طيبته ومستعد أن يفعل أي شي لأجل ذلك، لدرجة أنه يستضعف نفسه بالكذب فقط حتى يكسب تعاطف الناس كي يمدحون فيه أخلاقه وطيبته المزيفة.
وفي حالة وجود أكثر من شخص طيب حينها يحصل نوعا من المقارنة على من أكثرهم طيبة ويصبح كل منهم معرض بالطعن في طيبته وخسارة كل المزايا المتعلقة بها ويتحول الموضوع إلى نوع من المنافسة الرخيصة فيما بينهم هدفها التقليل من شأن الآخرين خوفا على المكاسب التي من الممكن أن يخسروها أكثر من رغبتهم أن يشعروا بأثر الطيبة في نفوسهم.
هذا معناه أن نظرتهم لأنفسهم بائسة للغاية وقد لا يرجع الأمر لهم بقدر ما يرجع لتربيتهم، بالتأكيد إن هذا الشخص تم افهامه في صغره أنه كائن شرير لدرجة ألا يحبه أو يتقبله أحد قط وهو صدق ذلك، وبما أن لكل الناس حاجة فطرية للحب فهو قرر أن يصبح طيب ولو بالزيف فقط حتي تحبه الناس فقام بوهمهم أنه الطيبة تمشي علي الأرض.
فلن يقدر قيمة الطيبة الحقيقية غير الطيب بالفطرة، لكن صديقنا الطيب بالإسم يتعذب لأن من داخله يعرف أنه كاذب على غير طبيعته ويشعر بخوف رهيب طيلة الوقت حتي لا تعرف الناس حقيقته وتبطل أن تهتم به حتى إن لم يكن اهتمام حقيقي فهو يتعذب في صمت يتأكل من الداخل ببطء ولا يستطيع حتى الإعتراف بذلك أمام الآخرين.
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق