الكتابة تلك الموهبة المنسية التي ينساها الكثيرون، وكيف يفعلون وهي
مرتبطة بقيمة القراءة في حياتنا وكيف لا يفعلون وهي مرتبطة بأساسيات محو أمية البشر، الكتابة ليست لغة حية أو
ميتة لكنها ليست مثل باقي المواهب الملموسة كالتمثيل والغناء والرسم وغيرها.
الكتابة بحاجة إلي تعمق، علي الأقل تحتاج إلى أناس تقرأ في ظل وجود نسبة أمية كثيرة تغزو العالم، لا تحدثني عن
الكتاب والشعراء المعروفين، بل عن الأشخاص التي تكتظ بهم الساحة الأدبية، ولا أحد يعرفهم
أو سمع عنهم وحتى الشباب يعف عن القراءة لهم.
ويظل هناك عدد كثير من الكتاب الذين لم يعرف
أحد بهم أو قرأ لهم شئ، بالرغم من كل ذلك يكتبون بحب وإخلاص وتفاني، فالكتابة هذه الموهبة المملة في أدائها والرائعة في التلون بها، التي تعبر عن الإنسان بكل حالاته عن طريق الكلمات التي انطبعت سهوا على الورق.
وتظهر الصورة النمطية للكاتب كإنسان معقد ممل بل مجنون طوال الوقت، فمهما كان يهمل مظهره عندما يكتب فهو يشعر بعصبية وقلق لأنه يفكر كيف سيقرأ الآخرين كلماته، وقد يكون هذا الأمر صحيح. فالكتابة مهمة يصعب على حد استغلالها لأنه بالرغم من حبك الشديد لها لكنك لا تستطيع ممارستها في كثير من الأوقات، ما لم يحدث لك الإلهام عندئذ تعرف جيدا مرارة شعور العجز.
و تعتبر أهم عيوب تلك الصورة في أنها تجعل الكاتب يشكل نموذج يصعب الوصول إليه خاصة لمن لديهم طاقة ويمتلكون أفكار منتعشة يريدون أن يعبروا عنها بحرية ويتمثل تصرفهم الغريب بالنسبة للآخرين فقط في أنهم يفضلون ممارسة الكتابة عن باقي النشاطات الأخرى في الحياة.
والذي قد يدفعهم لسؤالك لماذا تكتب؟ قد تجد إجابات كثيرة عن هذا السؤال تجعلك تقول أن الكتابة واحدة من الأمور القلائل التي تعرف بها عن نفسك، فبالرغم من غيرتك على الكلمات ورغبتك في الإحتفاظ بها إلا أنك لا يمكنك إلا أن تشاركها مع الآخرين لشدة حبك لها ومعرفتك الجيدة بقيمتها.
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق