قد بعضها بالتساوي
لقد كنت أري أن الإنسان الذي (ربنا) جلا جلاله أنعم عليه بنعم كثير مثل نعمة العافية، الأسرة، المال، العمل، كي يصبح ناجح تكون درجة النجاح بالتساوي فيما بينهما، وإلا يعد فشلاً. وفيما بعد فهمت إن ليس معنى أن "الله" عز وجل أعطى الإنسان منا نعم لا تعد ولا تحصى أن لديه كل شئ بالتساوي، لا يوجد أمر بهذا الاسم، فللموضوع أبعاد أخري.
وبداية مسألة التساوي غير جديدة بل تتعلمها من وأنت صغير، فحتى يتفوق الطالب ويصبح الأول على الفصل كعلامة النجاح في دراسته بأن يحصل على الدرجة النهائية في كل المواد كان يحبها أو لا، فالح فيها أو لا، أتعلمها وانتفع بها أو لا، أي أن معايير النجاح تزرع في الصغر وأنت تنفذها بحذافيرها وإلا يذهب بريق ولمعان النجاح.
إذا قررت أن تصير الأمور لديك بالتساوي فأنت تضايق نفسك، أولها ألا تقدر على أن تعطي نفس الانتباه للأشياء في حياتك بالتساوي، لأنك وقتها تكون معني بشيء تحبه علي حساب شئ غيره ليس مهم لديك لهذه الدرجة. التساوي شئ لا ينفع أن يكون كامل، إذا كان الإنسان الذي ينادي بالتساوي غير كامل فكيف لعمله أن يكون متساوي وما كامل إلا وجه "الله" عز وجل.
الذي أقوله هنا أن نظرية أنك رقم واحد في كل شئ، تتحصل الدرجات النهائية في كل المواد غير صحيح وحتى إذا كان كذلك وهذا في حالات استثنائية أعرف أن هذا الشخص الذي يبين أن لديه كل شيء فهو يعاني من عدد من الالتزامات الملقاة عليه نتيجة أنه الفالح عن الآخرين هذا غير ما يتعرض له من ضر مع النجاح المؤلم له.
تعلمت أن الإنسان ينجز بخبرته من الفشل والنجاح معا وأنه هو بما مر به في حياته عندما يتقبله ويسعى في حياته بقدراته وقوته فإنه يحقق النجاح الباهر ويظن أنها بهذا الشكل قد بعضها بالتساوي.
وأختم بأن (الله) مولي "سبحانه وتعالى" هو الذي ساوى بين البشر لأنه القادر على فعل ذلك وحده، فلتري عظمة (ربنا) "جلا جلاله" مع أنك لست كامل ولا شئ في حياتك بالتساوي لكن "ربي" جعلك متساوي مع غيرك من البشر في سهولة أن تلجأ إليه وتطلب ما تريد دون أي تصنيفات ومعايير.
الحمد لله على ذلك وكما قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا
خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ
اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {الحجرات:13}. وفي مسند أحمد بإسناد صحيح -كما قال محقق المسند- أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس أوسط أيام التشريق فقال: يا
أيها الناس: ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على
عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا
بالتقوى.
وشكراً جزيلاً






تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك