زمان كنت فاكرة إن الإنسان اللي (ربنا) جلاجلاله أنعم عليه بنعم كثير زي نعمة الصحة، الأسرة، المال، العمل، لازم عشان يبقي ناجح تكون درجة النجاح بالتساوي ما بينهم، و إلا يعتبر فاشل فشل ذريع كمان. وبعدين فهمت ان مش معنى أن "الله" عز وجل أعطى الواحد مننا 24 قيراط أنه يبقى عنده كل شئ بالتساوي مفيش حاجة بالإسم ده فمهما كان يفضل الموضوع تقريبي.
وبداية فكرة التساوي مش جديدة تتعلمها من وانت صغير، عشان يتفوق الطالب ويطلع الأول على الفصل كعلامة النجاح في دراسته أنه يجيب الدرجة النهائية في كل المواد سواء كنت بيحبها أو مبيحبهاش، شاطر فيها أو لا، أتعلمها وانتفع بها ولا محصلش، يعني معايير النجاح دي تنزرع في الصغر وأنت لازم تنفذها بحذافيرها وإلا تخسر بريق ولمعان النجاح.
إذا قررت تبقي الأمور جوة عقلك بالتساوي تبقي بتعذب نفسك علي الفاضي لأنك تطلب المستحيل، أبسطها أنك متقدرش تعطي نفس الإهتمام لكل شئ في حياتك بالتساوي، لأنك وقتها حتكون مهتم بشئ بتحبه علي حساب شئ تاني مش مهم عندك للدرجة. التساوي شئ نسبي، مينفعش يبقي كامل، إذا كان الإنسان الذي ينادي بالتساوي غير كامل يبقي اللي هيعمله يكون متساوي وما كامل إلا وجه "الله" عز وجل.
اللي بأقوله هنا أن نظرية أنك رقم واحد في كل شئ، شاطر فكل حاجة، جايب الدرجات النهائية في كل المواد مش حقيقي وحتى إذا كان صحيح وده في حالات استثنائية خليك عارف ان الشخص ده مهما كان يبان انه عنده كل حاجة فهو يعاني من عدد من المسؤوليات والالتزامات اللي مرمية عليه نتيجة أنه الفالح الوحيد عن الباقيين ده غير الاستغلال اللي يتعرض له ضريبة مع النجاح الموجع له.
تعلمت أن الإنسان ينجح بتجارب الفشل والنجاح معا وأنه الانسان الطبيعي هو اللي بالحلو والمر اللي في حياته أما يتقبله ويسعى في حياته بقدراته وامكانياته اللي عارفها حقا مهما كانت بسيطة لغيره لكنه يحقق النجاح الباهر وأخذه بالتمام والكمال وافتكر أنها بالشكل ده قد بعضها بالتساوي.
وأخيرا أختم بأن (الله) مولي "سبحانه وتعالى" هو الوحيد الذي ساوى بين البشر لأنه القادر على فعل ذلك فقط لا غير، يعني شوف عظمة (ربنا) "جلاجلاله" رغم أنك مش كامل ولا شئ في حياتك بالتساوي لكن "ربي" جعلك متساوي مع جميع البشر وبخاصة في سهولة أن تلجأ إليه وتطلب ما تريد دون أي تصنيفات ومعايير فانية.
الحمد لله على ذلك وكما قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا
خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ
اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {الحجرات:13}. وفي مسند أحمد بإسناد صحيح -كما قال محقق المسند- أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس أوسط أيام التشريق فقال: يا
أيها الناس: ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على
عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا
بالتقوى.
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق