بسم الله الرحمن الرحيم
أنا أحترم وأقدر عمال السيرك، لأنهم أساس السيرك هم الذين ينجحون العرض بل هم العرض نفسه، أنني أهتم كثيرا بمراقبتهم عندما أذهب إلى السيرك ويصبح أغلب تركيزي على العمال أكثر من فقرات العرض، لأنهم يعرفون الفقرات أكثر من صاحب الفقرة نفسه.
مثلا في فقرة المشي على الحبل هم الذين يتأكدون أن الحبل سليم ويبقوا مركزين مع العارض حتى إذا وقع حادث يكونون أول من يلحقه، يعملون على مناولته الأطباق والأكواب التي يعمل بها فقرة التوازن على الحبل أو على العجلة، يستعين بهم المهرج في أن يضحكوا الناس معه، كما يتم التنشين عليهم في فقرة الرمي بالسكاكين، صحيح أن صاحب العرض يبقي مدرب جيدا على الحركة لكن تظل هناك مخاطرة في الأمر.
العمال عاشوا مع أصحاب العروض لفترة طويلة لدرجة أنهم أصبحوا عارفين وحافظين نمرتهم أكثر من المدربين أنفسهم ويقدرون قيمة دورهم في نجاح العرض، هم الذين ما بين الفقرات ينظمون بين الفقرة والأخرى، يحملون أدوات الفقرة السابقة ويضعون أدوات الفقرة التي بعدها، ولا يستريحون ما بين الفقرات، ويبقى الضغط عليهم أكثر من الباقين.
أما بالنسبة لفقرة الأسود لا أحد فينا يغفل عن الاستراحة التي تتم قبل هذه الفقرة فقط حتى يقدر العمال على أن يثبتوا أبواب من الحديد في شكل قفص على محيط السيرك فيمنع تعرض الجماهير لهجوم الأسود، يأخذ العمال وقت كافي لربط الحبال بشدة ثم يقف كل واحد منهم في ركن من أركان القفص من الخارج زيادة في الحرص، منعا لحدوث أي صراعات بين الأسود فلا يمكن وضع كل الأسود في مكان واحد بحرية، فيضطر العامل أن يربط الأسد بحبل في القفص حتى يؤدي نمرته ويعود ثانية لمكانه سريعا.
عمال السيرك هم الجنود المجهولين الموجودون داخل السيرك لكن الأضواء غير مسلطة عليهم ولا يجدون المقابل المناسب مادياً ومعنوياً وبالرغم من أن هذا لا يمنعهم أن يؤدون وظيفتهم بكل إخلاص وتفاني وإن كان جهدهم سيجعل غيرهم يبقى في بؤرة الضوء، حتى الحيوانات تعرف عمال السيرك لأنهم أكثر من يبادلونهم الحب ويعتنون بهم ومن يحزنون عليهم في حالة الموت، وكل هذا لأنهم ارتبطوا بعالم السيرك وهدفهم أن يكون في أحسن صورة.
تحية إلى عمال السيرك أفضل مثال على نكران الذات من أجل تحقيق غاية أكبر وهي إدخال السرور في نفوس البشر.
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق