آه من الأحلام الوردية وألف آه، تجعلك تصل إلي أعلى السماء في لحظة ثم تهبط إلى أسفل الأرض في اللحظة الأخرى، تعيش في عالم من الخيال من صنعك أنت، تحلم وتحلم دون توقف فليس الهدف تحققها بقدر ما هو بقائها، ولكنك لا تدري أن هناك لعبة تُلعب عليك، الأحلام الوردية لا تريد منك إطلاقا أن تذهب لتحقيق حلمك بل هي ترفض ذلك لأن هذا معناه أنك ستنشغل بتحويل الحلم إلى هدف يمكن تحقيقه وتستبدل الخيال بالواقع، لذا هي تريدك أن تبقي وترفض أن تبتعد عنها بل وتصر على أن تظل بقربها دائما.
فهي تصور لك العالم على أنه جنة كله سعادة وفرح وليس هناك شئ سئ، لكنها مثل حبة الأسبرين التي تأخذها بسبب معاناتك من صداع مستمر بدل من أن تذهب إلي الطبيب للكشف عن أسباب الصداع حتى تتعالج منه ولا تحتاج بعدها إلي آخذ مسكنات مرة أخري، فهي تظل تقنعك بصعوبة الحل لأنها تريدك أن تعيش في الوهم بجوارها.
لكنك بمجرد أن تبعُد عن الواقع صدق أو لا تصدق الواقع يغضب منك و يأخذ على خاطره من تجاهلك المستمر ليه، حينئذ يتكون لدية الرغبة لفعل أي شئ حتي تشعر بوجوده ولو بالإجبار، فتجد فجاءة صفعة قوية على وجهك من الواقع ليقول لك أفق أنت تعيش في عالمي وطالما هكذا الوضع إذن أنا لن أسمح لك أبدا أن تتجاهلني ثانية، وطوال ما حييت في هذه الدنيا سوف تظل تتذكرني حتى تفني.
ليس معني كلامي ألا تحلم، غير صحيح، بل ما أقصده أن تحلم وأنت تعي حلمك جيدا وتعرفه عن حق منك، هل هو حلم والسلام لمجرد التسلية؟ أم هو حلم تريد تحقيقه في الواقع؟ بالنسبة للنوع الأول سينتهي الحلم بمجرد أن تستيقظ منه، ولكن النوع الثاني من الأحلام يريد منك أن تدرك الواقع جيدا وتضعه في أولوياتك عند تحقيق حلمك، فهو يحتاج لمزيد من الجهد والمثابرة والعزيمة لتحقيقه. وكلا النوعين أهميته حسب وقت وحاجة الإنسان لهم، لذا أقول لك أحلم ... ولا تخش شيئا.
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق