بسم الله الرحمن الرحيم
هناك أناس كثر يبرعون في التهرب من المسؤوليات الملقاة عليهم يرونها مهارة، أن يقدروا علي استغلال فلان والإفلات من قبضة هذا أو التهرب من المهمة كذا يظنون أن الأمر بغير حساب ولا عواقب لفعلتهم ولكن دائما تظهر لنا نماذج هؤلاء الذين يطلق عليهم اسم (الفهلوي) وهم يقعون في شر أعمالهم حينما تتكالب عليهم ديون ما اقترفته أيديهم ويأتي وقت السداد وقد لا يأتي بالحسني أو يقعوا في من هم أعلى درجة في الفهلوة منهم، فيكون الوضع أسوأ، فهم ممن ينطبق عليهم مثل (ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع).
بالمقابل هناك أناس يبالغون في ردة فعلهم عندما يشاهدون أو يسمعون عن أشخاص من النوع الأول الذين ارتكبوا خطأ ما لا يقبله المجتمع ويظل يسألون بإنفعال أسئلة من نوعية كيف حدث هذا؟ وما الذي جرى في الدنيا؟ كناية عن عدم رضاهم على شئ يظنون أنهم بعيدون عن القيام بفعله، فتكون النتيجة أن يعرفوا الاجابة علي هذه الأسئلة بأسوأ الطرق، بأن يفعلوا هم بذاتهم نفس الفعل الذين لاموا غيرهم عليه بشدة، هذا يعلمنا ألا ننتقد حد بإنفعال حتى لا تجد نفسك مكانه، ينسون أن لولا ستر (الله) علينا لما عشنا ونكمل طريقنا حتي نلقي (ربنا) "جل في علاه".
هذا ليس إعفاء للمخطئ عما اقترفته يداه بقدر ما هي مراعاة لإنسانيته، فحتي المخطئ لديه كرامة يدافع عنها فهذا حقه كإنسان، ونحن مهما حاولنا لن نستطيع أن نعرف جميع ملابسات الأمر، لذلك ليس علينا أبدا أن نحكم قبل أن نعرف جيدا هذا إن كان يحق لنا أن نعرف بهذا الشأن، كما قال رسولنا ونبينا الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم)"كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ"، لنتذكر أننا جميعا بشر نخطئ ونصيب وبالتالي لسنا حكما على احد (فالله وحده هو خير الحاكمين).
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق