بسم الله الرحمن الرحيم
هناك أمور تعاهد نفسك على الإيفاء بها وتظن أنه من السهل عليك الحفاظ على هذه العهود ولكن كلما عاهدت نفسك على فعل أمور معينة أتتك الاختبارات من كل حدب وصوب لتختبر ردة فعلك ومدى ثباتك على مبدأك، والأمر ليس في حاجة أن تتخلى عن العهد بل مجرد عدم التزامك به كما في السابق وتخليك عنه لبعض الوقت مع الاهمال في الالتزام به هو كفيل بعدم تحققه، أن تبدو كل التفاصيل التي تبقيك على العهد صغيرة وبمرور الوقت مع تراكمها تكبر حتى تجعلك تتراجع عن هذا الالتزام.
تبدأ في وضع الحجج والأعذار حتى تتهرب من التزاماتك، لكنها مسئوليتك لن يقوم بها أحد غيرك وأنت تعرف ذلك تمام المعرفة، بالرغم من ذلك يأتي نازع بداخلك لكي يشجعك على التعامل مع الأمر بالحيلة حتى تفلت منه وتظن نفسك ستنجح في محاولتك فتفشل مرة تلو الأخرى، يرجع هذا كله لأن ما تقدمه اليوم ستجده غدا من نفس النوع حقا، فالحكمة الاخلاقية تؤكد على أن الجزاء من جنس العمل إن خيرا فخير وإن شرا فشر، كما قال (المولي) عز وجل في كتابه الكريم "جَزَاءً وِفَاقاً"(سورة النبأ: آية 26).
الأمر وما فيه يأتي من معرفتك الحق بنفسك وما تستطيع القيام به، ليس عليك أن تقبل بما هو فوق طاقتك، (ربنا) العزيز الكريم لم ولن ولا يلزمنا قط بتكليف إلا بما في وسعنا، وذلك في قول (الله) سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا..}(سورة البقرة:الآية 286)، فليس عليك أن تضغط على نفسك من أجل نيل رضا الآخرين، فمن المعروف أن رضا الناس غاية لا تدرك لكن رضا (الله) عز وجل هو جل مراد العبد في الدنيا والآخرة.
لذا ... إن التزمت التزم بما يمكنك الوفاء به، هذا يؤكد على أنك إنسان تعرف حقا واجباتك وحقوقك دون تقصير أو ابتذال بل يعد من أهم علامات انضباط الشخصية هي معرفة المرء بحدوده جيدا والتصرف وفقا لذلك.
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق