العملة البراقة
![]() |
العملة البراقة |
![]() |
| عملة مبتكرة |
بسم الله الرحمن الرحيم
توجد قصة في احدي برامج الأطفال قديما، كانت تحكي الحكاية عن أن طفلة صغيرة وجدت عملة أثرية وفرحت بها كثيراً فرآها رجل كبير في السن وأراد أن يشتريها منها، وقال لها أنها عملة أثرية عليها منقوشات قيمة وأنه سيدفع لها أموال طائلة نظير شرائه لها، فتنبهت الطفلة لاعتناء الرجل بعملة صدئة ومظهرها متسخ ولكنها وعدته أن تبيعه إياها ولكن بعد أن يعطيها مهلة قصيرة لتري بشأن كيفية إتمام الأمر.
وخطرت على بال الطفلة الصغيرة القليلة الخبرة أمر ألا وهو أن تنظف العملة من الصدأ الذي يغطيها وترجعها لامعة وبراقة كما كانت، وقالت في سرها إذا كان هذا المشتري سيدفع لها الكثير من المال في هذه العملة بمظهرها القديم ولعله سيدفع لها أموال أكثر عندما يجدها بحُلة جديدة، وبالفعل قامت الطفلة بالعمل بهمة وإخلاص، وفرحت كثيراً بالنتيجة المطلوبة وجاء موعد بيع العملة لتجني مال أكثر مما كانت تظن من ذي قبل.
لكن ما حدث لم يكن على البال ولا الخاطر، فعندما قدمت الطفلة العملة البراقة للرجل المشتري قال لها لا أود شرائها فما عدت تعنيني وهي على حالتها الجديدة، فاندهشت الفتاة بقوة وسألته: كيف كنت مستعد أن تدفع لي أموال طائلة في عملة قديمة صدئة ولا تريد دفع أي شئ مقابل عملة جديدة نظيفة وبراقة؟ رد عليها المشتري قائلا: هذا لأن تلك العملة القديمة الصدئة في نظرك كانت تحتوي على نقوش بالغة الأهمية قيمتها تزداد بمرور الوقت، وأنتِ عندما قمت بتنظيفها محوت آثار هذه النقوش، فما عاد لها أي أهمية بل أصبحت عملة معدنية بلا قيمة مثلها مثل الأخريات.
الدرس النافع من هذه القصة هو أن ليس كل قديم يعد بلا قيمة ولا كل جديد يصبح أصلي وبحاجة إلى العناية، فكثيراً يجعلك القديم ترى الأمور بشكل أوضح هذا لأنه يحوي بداخله الخبرات التي يجب أن نتعلم منها وننتفع بها، وبالمقابل يكون الحديث والعصري في أوقات أخري ما هو إلا محو لما هو قيم وأصيل داخل غلاف خارجي براق يخدع الآخرين.
لذلك لا تسمح للجديد أن يمحو الأصالة الموجودة في أعماق شخصيتك، كما يجب ألا تسمح للقديم أن يمنعك من التعامل مع مجريات العصر، فأردنا أم لم نرد هو عصرنا ويجب أن نعيشه ومن سيتخلف عنه سيتم نسيانه، فإذا كنت تمتلك القيمة بداخلك وقمت بتغليفها بالغلاف الصحيح فكن ذي قوة علي أن تظهر هذا للعالم ولا تدع أحد يخبرك بعكس ذلك، حتي توضح أن ما هو أصيل وفي نفس الوقت لم يدع أهمية الحداثة والعصرية هو من يكون له النجاح والانتشار لأنه يعد الإنسان بخصائصه الفريدة التي خلقه (الله) عز وجل عليها هكذا إلى يوم الدين.
شكراً جزيلاً







تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك