بسم الله الرحمن الرحيم
هناك الآلاف بل الملايين من الموهوبون شديدي الموهبة ولكن لا أحد يسمع عنهم ولكن بالمقابل تكتظ الساحة الإعلامية بالعديد من غير الموهوبون وأنصاف الموهوبين وأشباههم. في بادئ الأمر تستغرب كيف للموهوب أن ينزوي ويختبئ وهو يملك موهبة تسحر العيون والقلوب ومن لا يملك الموهبة يصر ويعاند ويحاول أكثر من مرة وينجح حتى وإن كان نجاح هش مؤقت ولكنه يضغط أكثر على الموهوبون ويجعلهم يختبؤن في بيوتهم ويعطي الفرصة لغيرهم أن ينتشر أكثر فأكثر!
ليست المشكلة في أن هؤلاء عديمي الموهبة ينتشرون بل في فكرة أن الموهبة ليست شرط النجاح وأنه يمكن لك إدعاء الموهبة وسوف تفلت بفعلتك ولو مؤقتا، ولكن بشكل كافي حتى يغري الآخرين ممن لا يمتلكون الموهبة مثلك بل وأسوأ منك، ويصدقون أنهم قد ينتهجون طريق من سبقوهم و سينجحون، غير أن الكل عرف الباب الذي لم يكن مخبأ بالمرة والذي مكتوب عليه (أفعل أي شئ وتعدي الحدود وسوف تصبح مشهور).
هذا الأمر جعل كل من لا يمتلك موهبة يتجرأ ويعلو صوته ويقول لماذا تهاجمونني؟ لست وحدي من فعل ذلك ولا من بدأه لماذا لا تسألون فلان وفلان الذين شهرتهم جعلتنا نفعل ما فعلنا ولن نرجع طالما هم لن يفعلوا! والحق أن في كلامهم بعض من الحقيقة ليس العيب علي عديم الموهبة بل على من امتلك الموهبة وتخاذل وتراجع وترك الساحة لغير الموهوبين فقلبوا الحق باطل والباطل حق.
والأسوأ من هذا أن هناك بعض الموهوبين الذين ساروا في نفس التيار مما أدي إلي الزيادة من شوكة غير الموهوبون و جرأهم على فعلتهم أكثر فأكثر ويقولون أتلومون علينا وأصحاب الموهبة مضوا في طريقنا فكيف يمكنك أن تواجه هذا التساؤل الملتوي مع كل هذا؟ وسواء قمت بالعتاب أو اللوم أو الانتقاد والمحاسبة للموهوبين سيقولون لك أن الكل يفعل ذلك هذا هو طريق النجاح والمال والشهرة ثم أننا حاولنا نسير في طريق الحق ففشلنا فلماذا لا نمضي في هذا الطريق ونحصل على ما حصل عليه من لا يملكون الموهبة؟
والمؤلم
في الأمر عندما تبحث عن هؤلاء الموهوبون بالفطرة ستجد سلسلة من
الخطوات التي تدل على أنهم يمتلكون من القيم والأخلاق والذكاء بجانب
الموهبة ما يجعلهم يحققون نجاح كبير ولكنهم استسلموا سريعا وباعوا موهبتهم
واستبدلوها بالشهرة المؤقتة فكيف تواجه غير الموهوب مع كل هذا؟ هذا أيضا تساؤل ملتوي لا يمكن الرد عليه بمنتهي السهولةّ.
أتدري أين أوصلنا هذا الوضع، الموهوبون يريدون اللحاق بركاب غير الموهوبون يريدون الحصول على ما حصلوا عليه من يريونهم باستعلاء أقل منهم لعدم امتلاكهم موهبة وهم أصحاب الموهبة يريدون التضحية بها ويرون أن موهبتهم فوق البيعة ستجعلهم ينجحون أكثر من غير الموهوبون، كيف تمضي في طريق دفن موهبتك ثم تظن أن موهبتك ستجعلك أحسن من الآخرين وأن تفعل مثلهم والأسوأ أن تنجح في طريق مبني على جثث المواهب والموهوبين.
لا تلوم غير الموهوب الذي استغل الساحة فارغة وملئها بالفساد حتى ينتشر ويكبر وينتفخ بل لوم الموهوب الذي استسلم سريعا للإحباط وترك الساحة له وبعد ذلك يرجع باللوم على الظروف والعوائق. أيها الموهوب أنت مفتاح اللغز.. إستعد قوتك وأظهر نفسك حتى ترجع الأمور إلى مجراها الطبيعي.
عنوان الموضوع السابق
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق