بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو الجزء الثاني من المقتطفات الفارقة من رواية صاحب الظل الطويل(*) التي قيلت على لسان بطلة الرواية في رسائلها المكتوبة إلى صاحب الظل الطويل وهي على النحو التالي:-
انا غريبة في هذا العالم ولا أفهم اللغة إنه شعور كنت أشعر به طيلة حياتي. في المدرسة الثانوية كانت الفتيات يقفن في مجموعات ويصحن بي لقد كنت غريبة الأطوار ومختلفة عن كل من عرفت كنت أشعر أن عبارة ساذجة مكتوبة على وجهي.
لا اريدك ان تظنني جبانة لكني اريد ان اكون مثل الفتيات الأخريات وذلك الملجأ البغيض الذي يخيم علي طفولتي هو اختلاف كبير هائل إن استطعت أن أدير ظهري لهذا وامحو الذكريات واظنني سأكون مجنونة بقدر اي فتاة اخرى، لا أؤمن بوجود أي اختلاف حقيقي داخلي.
انا متحمسة إزاء كل المغامرات الجديدة التي يجب ان اتحدث عنها إلى أحدهم وانت الوحيد الذي اعرفه.
ان مرارة ارتداء ثياب عدوك المطروحة تنهش روحك.
اذا ارتديت جوارب حريرية لما تبقى من حياتي فلا أظنها تمحي هذه الندبة.
لدي قانون جديد لن اتجاوزه لن أدرس مطلقا ابداً في الليل مهما كان عدد المراجعات المكتوبة المطلوبة صباحا بدلا من ذلك. سأقرأ كتب سهلة على ذلك كما تعرف لأن هناك أعوام خاوية في ماضي لن تصدق يا عزيزي عمق هاوية الجهل في عقلي انا ادرك مداها بنفسي.
أنا لم أسمع بالأمور التي تعرفها جيدا الفتيات اللاتي لديهن عائلات ومنازل ومكتبات وأصدقاء.
اكتشفت اني الفتاة الوحيدة في الكلية التي لم تنشأ على رواية نساء صغيرات‘ لم اخبر احدا بذلك فهذا سيجعلني غريبة الأطوار.
في المرة القادمة حين تذكر إحداهن الليمون المخلل سأعرف عما تتحدث.
لقد كان دافعا دونيا جدا الذي دفعني لشراء الجوارب الحريرية.
كم أني كائن بائس لكني صادقة على الاقل وانت تعرف مسبقا من تقريري في الميتم انني لم اكن كاملة ابدا.
لن أحب أحدا بقدر ما احب سالي مكبراين باستثنائك أنت لابد أن أحبك دوما أكثر من الجميع لأنك عائلتي بأكملها مجتمعة في شخص واحد.
لقد كان ذلك مبهجا خاصة بالنسبة لي لأن الأمور كانت مختلفة جدا في الميتم.
أشعر مثل سجين هارب في كل مرة أغادر فيها الكلية قبل ان افكر بدأت اخبر الأخريات أي تجربة أعيشها لساني أوشك على أن يفصح كل شئ لكني امسكت به في آخر لحظة يصعب على جدا ألا أقول كل شئ اعرفه، انا كائن حسن الظن بالناس بطبيعتي ما لم احكي لك لانفجرت.
لابد أنك متعب! قصدت أن تكون هذه رسالة شكر قصيرة لكن ما إن أبدأ حتى يغدو قلمي فياضا.
لابد أن أحب شخصا وليس عندي الا انت. ولذا كما تري عليك ان تتحمل الأمر يا عزيزي.
تبيع بعض الفتيات كتبهن الدراسية حالما ينتهين منها لكني أنوي الاحتفاظ بها. ويكون لدي بعد التخرج كل ما تعلمته محفوظا في خزانة كتب وعندما احتاج لمعلومة ما يمكنني العودة إليها بلا أي تردد ذلك أسهل بكثير وأكثر دقة من محاولة الابقاء عليها في عقلك.
(*) صاحب الظل الطويل رواية رسائلية صدرت عام 1912 للكاتبة الأمريكية جين ويبستر. تدور قصة الرواية حول فتاة يتيمة نشأت في ملجأ اسمها "جودي أبوت"، تكتب رسائل إلى ولي أمرها الرجل الغني الذي لم تلتقي به. تم ترجمتها بثينة الإبراهيم، دار النشر منشورات تكوين، بغداد- بيروت، الطبعة الأولى، سنة النشر 2018،عدد الصفحات 233.
عنوان الموضوع السابق
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق