أعرف ما تفكر فيه، تسأل نفسك من أنت؟ كيف يبدو شكلك الحقيقي؟ تبدو من بعيد لامع ومشرق وكلما اقتربت من العالم تشعر بأنك تحترق من داخلك لا تعرف هل العيب فيك أم في القرب ذاته؟ عندما تكون بعيد تشعر بأنك مشتاق ترغب بأن تقترب وبمجرد أن تفعل تظهر لك النسخة المخبأة عن الآخرين هذا كله لأنك أردت أن تعرف، ما أردت أن تعرفها بنفسك، فحتى أنت يراك الآخرين من بعيد شخص ساحر مميز هذا قبل أن يعرفوك على حقيقتك، ومجرد ما أن تحدث المعرفة تشعر وكأنك القبح ذاته وكأنه يجب تجاهلك ولا كأنك موجود بالمرة وكأنك بقيت في الظلام للأبد تجرب بكل قوتك أن تدفع نفسك فقط خطوة للأمام.
في البداية تقول لا بأس ليست الأمور كلها تشبه بعضها ولا الناس جميعهم يشبهون بعضهم البعض، فلتجرب مرة ثانية ولعلها تنجح ولكنك تواجه نفس النتيجة الأولي ألا وهي الفشل بجدارة، تستجمع شجاعتك لتجرب مرة أخري فتفشل مجددا فما يزيدك الأمر إلا عنادا أن تثبت نفسك أكثر فأكثر فتكون النتيجة هي مزيد من الفشل والتجاهل والبعد، فجأة تتوقف ليس استسلاما منك أبدا ولكن ما عاد فيك طاقة للعناد مع نفسك أو لفعل شئ ما لم يعد يهمك حقا، ولا كيف سيراك الآخرون حتى فما عدت تري نفسك ما عدت تري شيئا؟
وفي مناجاتك (لربك) عز وجل تشعر بالغرابة لماذا يحدث كل هذا؟ ماذا فعلت؟ لتستحق كل هذا؟ لماذا لا يوجد هناك أحد يفهمك؟ لماذا كلما كنت بعيدا يهوي الناس القرب منك وفي البعد تشعر وكأنك ملك زمانك. هذا حال أغلب البشر الكل يعاني ولكن الكل يخجل أن يحكي عن معاناته لأن الكل يريد أن يتحدث ولا أحد يريد أن يسمع، فمن السهل أن يأتي الشخص ليشتكي من وجعه فيجد إهمال وتأفف من الغير يعاتب بقوله أين الأصدقاء وهو في هذا لديه كل الحق، ولكن المؤلم في الأمر أن نفس هذا الشخص عندما يلجأ إليه أحد غيره في مشكلة ما يظهر نفس التأفف والملل الذي أظهره غيره نحوه هو.
هي دائرة وتدور على الكل، الفكرة هي أنك إذا ما وقفت بجانب أحد اليوم ستجد من يقف بجانبك غدا، أي أنك في الأول والآخر تقف بجانب نفسك وإن وجدت في نفسك القدرة على العطاء (بفضل الله) عز وجل ساعد حتى من لم يساعدك أو من أحرجه موقفه عن أن يقوم بالسؤال طلبا لمساعدتك، لن تعرف أبدا كم هو كبير عدد الناس الذين هم في أمس الحاجة إلي المساعدة ولا يجدون في أنفسهم الجرأة لطلب المساعدة وذلك راجع إلى شعورهم بالإحراج الشديد من مجرد سؤال الحاجة.
لذا ... كن أنت الأمل في حياة الآخرين وبرهن على أن الأمل قوة تستطيع قهر كل الخِذْلان الموجود في نفوس العديد من البشر بهذا العالم.
لذا ... كن أنت الأمل في حياة الآخرين وبرهن على أن الأمل قوة تستطيع قهر كل الخِذْلان الموجود في نفوس العديد من البشر بهذا العالم.
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق