بسم الله الرحمن الرحيم
هناك عدة أخطاء يقع فيها المبتدأ عندما يريد أن يدخل مجال ما، هذا أمر طبيعي الأخطاء واردة الحدوث، الفكرة هي أن كل من يتحدث عن أخطاء المبتدئين هم الأشخاص غير المبتدئين بل كأشخاص محترفين أو لنقل كخبراء كونهم مروا من هذا الطريق وعرفوا معاناة المبتدأ ولكن السؤال لماذا لا يقدر المبتدأ على التحدث عن أخطائه إلا عندما يتخلى عن قبعة المبتدئين؟ لماذا لا يستطيع في التو واللحظة أن يشرح ما يمر به؟
أفهم أن الخروج من مرحلة ما والانتقال إلى مرحلة أعلى منها بمراحل يجعلك تعيد تقييم المرحلة السابقة بشكل مختلف وبناء على المعطيات الجديدة ولكن هذا ليس مبرر في أن ندع المبتدأ يشعر بالخجل فقط لأنه لا يملك أن يعرف طبيعة المرحلة الحالية التي يمر بها، هذا لن يعود بالفائدة على أي أحد إن أردنا الصدق مع أنفسنا.
فما المشكلة في أنه بعد سنوات طويلة من الإستماع والمشاهدة ومراقبة ما يحدث حولك، قد اتخذت قرارك بأن تشارك أفكارك مع الآخرين، صحيح أنك لاتزال مبتدأ لكنك لن تصبح كذلك طيلة عمرك خاصة عندما تضع هدفك نصب عينيك وتسعى نحوه بعزيمة وإصرار، حقا ما المشكلة أن تبدأ هكذا حيثما تكون الآن.
هناك أخطاء لا يمكن
تغييرها ليس لشئ يسوئها بقدر ما أنها قد أعطتك دروس ناجعة في الحياة وكلما
حاولت أن تتخلص منها أو أخفقت في القدرة علي التسامح معها حينئذ تخسر هذه المنفعة
العظيمة، فليس عيب أنك مررت بتلك الأخطاء بل العيب ألا تتعلم منها وألا تخجل من الاعتراف بها كونك كنت هناك يوما ما.
سيأتي اليوم الذي عليك فيه أن تتسامح مع أخطائك تلك التي ساهمت في أن تصل بك إلي ما وصلت إليه كشخص حقق هدفه، فقد تكون الآن مبتدأ ينقصك الكثير من الخبرات ولكن لا ينقصك الهدف ولا المثابرة من أجله، نعم هو طريق طويل وبالرغم من ذلك إن لم تبدأ الآن فأنت تضيع فرص كثيرة من بين يديك، وقد تندم عليها لاحقا لذا... أفعلها من أجل نفسك، فأنت تستحق الأفضل.
من يريد أن يهديك عيوبك فليقل لك كيف تصلحها على الأقل؟
عيب عليه كبير ألا يفعل! فالكثيرون لديهم القدرة على التقاط العيوب في الآخرين وبعض هؤلاء لديه ميل شديد لإبداء النصيحة إليهم، حتى إن كانوا لا يفعلون ما يقولون لكن القليل منهم فقط من يملك القدرة على مساعدتك في إصلاح تلك العيوب، النوع الأخير هو من يستحق التمسك به والمحافظة على وجوده في حياتك.
تذكر ذلك دائما ليس من حق أحد أن يحكم عليك؟ أو أن يقول لك من أنت؟ أنت وحدك من تملك الإجابة، لا أحد يعرفك بقدرك يا حضرة المبتدأ، يوما ما ستعرف أن هذا اللقب وقتها كان مِيزة بل نعمة كبيرة من المولى (الله) عز وجل بسببها أصبحت على ما أنت عليه الآن كشخص رائع كما آمل.
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق