تنتابني في المناسبات العامة حالة من عدم القدرة على التعبير، ولا أعرف ماذا أقول؟ أجد الناس من حولي يرددون مجموعة من عبارات التهنئة المحفوظة المتعارف عليها في تلك المناسبات من كثرة تكرارها على مدار الأيام والشهور والأعوام بصفة مستمرة وأنا حتي لا أعرف السبب الذي يجعلني أقول تلك العبارات تحديدا عن غيرها.
لكن المشكلة في تلك العبارات أني لا أشعر بها، أراها جافة لا تحمل ود ولا ترحاب حقيقي نابع من القلب، و من غير المقبول أبدا ألا تهنئ الناس وإلا إعتبروك قليل الذوق وتقصد إهانتهم متعمدا أو أن لك قلبا أسودا كما قد يرى البعض، ولكن لن يصدق البعض أو يشفع لك معاناتك من مشكلة في قول تلك العبارات.
ولكن لماذا أكون كالببغاء أردد الكلام دون أن أحس به؟ سوف تقول لي وما السبب في عدم إحساسك به؟ وسوف أرد بأننا نقول شئ بينما تصرفاتنا وأفعالنا تقول شئ آخر تهنئ غيرك ثم تجد تصرفه يقول أنه لا يطيقك كيف؟ سوف تقول لي ولماذا لا تحاولي التفاعل معها؟ و سوف أرد بأنه لم يعلمنا أحد عندما نقول شئ لماذا نقوله بل يقولون لنا الأمر في صورة تعليمات صارمة لا تقبل حتى السؤال فما بالك النقاش؟
لست أقول أني ضد تلك العبارات أو أن بها مشكلة ما، لكن ما أقوله أن طريقة استخدامنا لها دون حتى التفكير في ردود أفعالنا إلي أين توصلنا في حد ذاته أمر سيئ، ونحتاج في هذا الجانب إلى إعادة حساباتنا بشكل جيد، خاصة حينما يتعلق الأمر بالمناسبات الدينية التي هي واجب ديني فيها أن يكون قولك مثل فعلك على نحو خاص.
أنا شخصيا رغم حيرتي بين عدم قدرتي على قول كلام يخرج من القلب منمق يوازي عبارات التهنئة المعروفة وبين أن أردد تلك العبارت المحفوظة دون الشعور بها، قررت أن أترك إحساسي يقود وأن أسمح لقلبي بالتنفس وإذا ما قررت أن أهنئ الآخرين بأي مناسبة سأراعي جيدا فهم ما أقول؟ ولماذا أقوله؟ هذا أولا وثانيا أن يكون من القلب لأن ما يقال من القلب يصل إلي القلب مباشرة دمتم سالمين.
رابط الموضوع التالي:
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق