التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٤

رسالة ترحيب

بسم الله الرحمن الرحيم في كل مكان تجد رسالة ترحيب بك، لقد أصبح الأمر جزء من عادات المجتمعات ولكن بالرغم من ذلك لم يعد الكثيرون يهتمون بها إلا بشكل روتيني لكي لا يلامون على إساءة الأدب مع الغير لكن أن تجد من يرحب بك لأنه بصدق يريد أن يرحب بك ليس الأمر الغالب هنا. مؤخراً أصبح هذا الأمر تقريبا لا يحدث حتى، بل قد تجد من يعتمل في صدره ضغينة ضدك كأنه يريد أن يخرج فيك همه فقط لأنك غريب عنه ولا تعرفه ولا يعرفك حينئذ يسهل بالنسبة له أن يخرج أسوأ ما فيه ولا يلام إلا إذا كان الأمر يخص العمل حينها يتغير الحال، بداية الأمر يأتي بأن تتعلم الانفصال عن حالك والظهور بوجه وأنت بداخلك شئ آخر، هناك فرق كبير بين ألا تحُمل الآخرين حالك الذي يخصك وحدك وبين أن تدعي ترحيب غير صادق وأنت من داخلك تريد هذا الشخص أن يختفي من أمامك. رسالة ترحيب هي اختبار حقيقي لما يعتمل في نفس الإنسان أهو راض عن حياته ونفسه أم لا، عندما ترضي يكون الأمر بمثابة أنك تعرف ألا أحد سبب في ما أنت عليه وأن من له أن يسعى لإصلاح الحال هو أنت وحدك حتى وإن كان هناك من تسبب لك بقدر ما من الأذى في حياتك لازال الأمر شأنك وحدك ولك أن تصده وتوقفه

عالم واسع

بسم الله الرحمن الرحيم عالم واسع هو عالم يسع الدنيا وما فيها ومن عليها، عالم برغم سعته كل له خصوصيته التي تؤنسه في عزلته وتجمعه، عالم في تواده ورحمته يشعرك أنه لأجل هذا خلقنا (الله) عز وجل حتى نعاون بعضنا البعض في عبادة (الواحد القهار) . يعد العالم بمثابة المرآة التي ننظر فيها فنرى أنفسنا على حقيقتها دون أي رتوش، كما نعامل أنفسنا يعاملنا العالم بالمثل، فعامل نفسك بالحق فتجد الحق طريقك وأصدق في عهدك مع (الله) جلاجلاله . يعيش في العالم مخلوقات كثيرة متعددة ومتنوعة منها النبات والحيوان والإنسان، لقد خلق (ربنا) "جل جلاله" كل هذه المخلوقات ليقول لنا أنه يمكننا العيش كلنا جبنا إلى جنب في حب وتآلف دون جور أو عنف بيننا، وذلك وقت أن يتم النظر بعين الاعتبار لحق كل مخلوق دون الاستهانة بطرف لصالح آخر. العالم هو الاختبار الحقيقي للطبيعة المكنونة بداخلنا إما أن يخرج أفضل ما فينا أو غير ذلك، أنت الذي تملك ما يجعلك مخلوق علي (فِطْرَةَ اللهِ التي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ) "سورة الروم - الآية 30". لهذا اتخذ من العالم مختبر لك باستمرار لتتعرف علي حالك

وجهة النظر الأخرى

بسم الله الرحمن الرحيم هناك فرق كبير بين أن يريك أحدهم وجهة النظر الأخرى للأمر وبين أنه لا يرى إلا هذه وجهة النظر، ولا يكتفي بذلك بل يريد أن يقنعك بها وأن تتبناها كوجهة نظرك، كل يميل إلى رأيه ويريد أن يقنعك به وهذا حقه ولكن إن لم تقتنع لا يرضى بذلك بل قد يصل الأمر إلى أن يوجه لك سلسلة من الاتهامات بأنك المتسبب الأوحد في الذي سيجرى لك وهذا ليس من حقه، يختارون مجموعة من القواعد للحوار حسبما يريدون ويريدونك بالمقابل أن تسير عليها وفقا لآرائهم. لا أحد يستوعب انه من الممكن أن يكون لدينا وجهتي نظر ويكون الاثنان علي حق أو الاثنان على غير حق بالمرة، لكن هكذا القاعدة عند الكثير لأن هناك طرف  مُخْطِئٌ  إذن الطرف الآخر هو على صواب مع أنه من الوارد أن يكون هذا الطرف هو الأكثر خطأ من الأول. لكن لابد من وضع اللوم على أحد، خاصة الطرف الصامت الذي لا يتحدث كثيرا،  فثمة دوما شخص يتحمل اللوم عن الآخرين فقط لأنه التزم الصمت . يوجد رابط خفي بين الخطأ والصمت ، فإذا ما صمتت دون أن تقول شئ عن اتهام وجه لك هذا اعتراف ضمني بخطئك وإلا لما الصمت، وإن تكلم ت  بلا توقف إذن أنت على حق حتى وإن لم تكن كذلك، لكن هذا ل

مدعي الإحساس بالذنب

 بسم الله الرحمن الرحيم عندما يكون الإنسان في موقف تنافس مع طرف آخر بطبيعة الحال يريد أن يربح وهنا ينقسم الناس إلى نوعين نوع يقف عند الحدود الطبيعية التي باستطاعته الوقوف عندها ونوع آخر يتخطى الحدود، وكلا حسب قدرته على فعل ذلك.  فعندما يحاول أحد من النوع  الأخير أن يربح في موقف ما يهدف إلى فعل ذلك بأي طريقة ومهما كانت العواقب ولكن لكل فعل ردة فعل، لذا يفضل هذا الرابح أن يكون المنافس له إنسان ذو طبائع سيئة أو على أقل تقدير مشابه له في السوء حتى إذا ما ارتكب في حقه الحيل والمكر، شعر بالراحة ولم يهتم لما فعل. ولكن الطامة الكبرى تحدث عندما يكون هذا الشخص المنافس إنسان ذوي خلق وحسن السيرة، هنا تكمن العقدة لأن (الله) العظيم ربي ورب كل شيء لا يسمح لأحد بأن يجور على أحد خاصة عباده الصالحين، فهناك الضمير الذي لا يرحم أولئك الفاسدين الذين يريدون ارتكاب الأخطاء في حق الآخرين دون تحمل المسئولية،  ويشعر هؤلاء المحتالون إنهم ارتكبوا خطأ في حق من هم افضل منهم ليس تفضلا بقدر ما هو اعتراف بالحقيقة، هم لن يهربوا منك لأنهم يعرفون أن فعل ذلك يجعلهم مخطئين، وبالرغم من كونهم يعرفون ذلك لا يريدون الاعتراف ب

الجاهلون بالكذب

  بسم الله الرحمن الرحيم هناك أشخاص ممن يملكون معلومات لها قيمتها وثقلها يفعلون شيئا غريبا لا يتفق مع مكانتهم العلمية والثقافية الجليلة وهذا الأمر ألا وهو أنهم يدعون الجهل ليس خوفاً من الحسد بقدر ما هي رغبة خفية في إبداء الجهل واستكشاف آراء الناس من حولهم عن ذلك خاصة عندما يتم توقع منهم عكس ذلك. هناك أساتذة في جعلك تتوقع منهم أقل القليل، يجعلون توقعاتك عنهم منخفضة للغاية، حينئذ عندما يفعلون شيئا سيكون رائع أمام ما هو متوقع منهم ولكن أن تجد ذلك في أوساط المثقفين والمتعلمين أو من يدعون ذلك هذا أمر غريب، ما أعرفه هو أن كلما عرف الإنسان شيئا شعر بضآلته وسط هذا الكون الفسيح، وأن المثقف الحقيقي هو الذي يسعى أن يتعلم كل يوم شيء جديد لأنه يعي جيدا أن هناك أنواع متعددة من المعارف التي لا حصر لها في مقابل أن عمر الإنسان واحد وقصير ولا يستوعب معرفة كل شيء مهما حاول. فأن تجد من يدعي بالكذب الجهل بمعلومة ما وهو يعلمها تمام العلم بل ويعلم على الأقل خمس معلومات مرتبطة بها لهو أمر مخزي، فتصور هذا الشخص عندما يبدي الجهل بأمر ما في الوقت المناسب له الذي خطط له بعناية، ثم فجأة يظهر معرفته بتلك المعلومات

أن تكون عميقاً

بسم الله الرحمن الرحيم حديثًا، أصبح موضوع العمق وأن تكون ذو شخصية عميقة يثير اهتمام الآخرين بل أصبحت صفة يرغب الكثيرون أن يتصفون بها ولكن النقطة الأهم هي هل هم يعرفون حقا ما مفهوم العمق؟ خاصة أن هناك بعض الملابسات التي تحوم حوله، فلنتناول بعض تلك النِّقَاط علي النحو التالي:- 1. ليس معنى أن تكون عميق أن تقول حديث أعلي من مستوي عقول الآخرين، ولا يفهمونه فقط لأنك تظن أن هذا سيجعلك حسب اعتقادك (الخاطئ) العالم الوحيد بينهم. 2. ليس معناه أن تتفلسف علي الفاضي والمليان فلسفة فارغة لا معنى لها وإذا حاول أحد مناقشتك اتهمته بأن فكره لا يرقي إلي مستواك. 3. ليس معناه أن تدعي معرفتك بأمور أنت لا تعرفها في الحقيقة فقط حتى يمدحك الناس بما ليس فيك. 4.  العمق والسوداوية ليسوا مفهوما واحدا، فالأولي تجعلك تتمسك بالحياة والثانية تجعلك تتخلي عنها. 5.  كلا من مفهومي النضج والعمق مرتبطان ارتباطا وثيقا ببعضهما البعض، فالعمق يجعل شخصيتك تنضج داخليا حتى تظهر على سلوكياتك مع الآخرين، وبالمقابل تصرفات الشخص الناضج تدل على أنه وصل إلى مراحل عميقة جدا من المشاعر والأفكار التي كانت مخزنة بداخله لوقت طويل بحيث مكنته