بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو الجزء الرابع عشر من المقتطفات التي كتبتها في أوقات متفرقة
وأثرت أن أجمعها معا في موضوع واحد كتجربة لي في الكتابة، أترككم معها:-
*************************************************
أن تظن أنك عرفت إنسان وكنت تكن له احترام شديد وفجأة تكتشف كم هو سيء حينها تكون الصدمة شديدة عليك حتى أنها قد تجعلك تفقد الأمان بين الناس وقد لا تستعيده بسهولة.
أسوأ شيء أن يراقب المرء مبادئه وهي تنهار أمامه، أن ترى صاحب المبادئ والقيم والأخلاقيات والمثل العليا يتراجع عنها تحت ضغوطات اليومية هذا مشهد لا يحب المرء أن يراه قط في حياته.
قد يكون هناك أشخاص لا تفعل الأمور التي تطلبها منها كما تريده أنت تماما، ولكنك لا تستطيع أن تتخلى عن شخص تشعر أنه يفعل أقصى ما في وسعه من أجلك، أن تشعر بأنه يفعل كل ما في استطاعته حتى يحقق لك مطالبك هو أمر رائع.
كلنا مأمورون بالسعي في هذه الدنيا من (المولي) جل جلاله، لكن هناك من يفهم تلك الجملة بشكل خاطئ، خاصة إن لم تكن نتيجة هذا السعي كما توقع منها أن تكون، أن تضع شروط تحقق النتيجة هو أكبر خطأ تفعله في مقابل ما سعيت للقيام به، (ربنا) عز وجل لا يُشرط عليه.
التجاهل لا يأتي إلا بمزيد من التجاهل، إذن ما الذي تطمح به من وراء قيامك بهذا الأمر؟ من الطرف المقصود بذلك فعلا؟ وبالمقابل تجد العكس يتم من قبل البعض ألا وهو الاهتمام الزائد والقول هنا لماذا يحدث هذا ومن طرف واحد؟ ولماذا الاهتمام الزائد أو التجاهل من الأساس؟ هذا هو السؤال.
هنالك فرق ما بين أن يعتذر المرء عن خطئه وبوضوح وبين أن يدارى هذا الخطأ وراء أعذار ومبررات، ففي الحالة الثانية هو في الحقيقة لا يشعر أنه مخطئ، فقد أراد أن ينهي الأمر، أن يقول آسف دون الشعور بها ليثبت فقط أنه اعتذر خاصة في حالة وجود شهود، وقد يستغل هذا الأمر في المساومة لاحقا إذا ما رفض الطرف الآخر اعتذاره بأن يظهر بمظهر المغلوب على أمره، ليستعطف هؤلاء الشهود للوقوف في صفه ضد الآخر الذي من المفترض أنه صاحب الحق من البداية.
من لم يتعلم معنى الرفض لا يعرف معنى القبول الحقيقي، كل منا بداخله ظلامه كما بداخله نوره كل منا لديه مسكناته الخاصة به، بداخله خيره وشره، الحب والكراهية، القرب والبعد، العشق والبغض، هو وحده من يختار، أن تقول على الأقل أن هناك ما لا تعرفه وتقر به هذا هو عين البلاغة.
المرء بحاجة لأن يكتب ويكتب ويقضي باع طويل في الكتابة حتى ينتج من وراء هذا الكم الكبير من الكتابة شيء أو اثنين ينفع أن يُكتب، مؤخرا لم يعد هناك ذلك الصبر للاستماع والمشاهدة وإنتاج أمر نافع من وراء ذلك، لذا أصبح هناك عدد كبير من فيديوهات التدوين على المنصات المختلفة المعروفة تحت مسمي shorts وهي عبارة عن تلك العملية التي يتم بمقتضاها القيام بعمل تحرير للفيديو حتى يصبح مدة عرضه ثواني أي في أقل من دقيقة.
هناك كذبة تحاك بأن الناس إذا عرفت بمعاناتك قد تتغير نظرتها لك بالحق وهذه كذبة كبيرة قد تعيش فيها، حلها الوحيد الصدمة، أن تصدم من يستفزك أنك لا تعاني من الشيء الذي يستفزك به، من طلب التصادم حق عليه أن يُصدم.
المعرفة ليست دوما تجلب الراحة، هي فقط تسجل عليك أنك عرفت وتحملك مسئولية ذلك وكما قال نبينا الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم) "عرفت فالزم"، فالمعرفة ليست إلا أولي خطوات العلاج بل وأهمها.
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق