بسم الله الرحمن الرحيم
استكمالا للموضوع السابق الخاص بالصور التي تظهر المقارنة بين حالة إنسان (قبل وبعد) عند حدوث تغيير في مظهره أو شخصيته وحجم المبالغة التي تحاط بها فيما يتعلق بالمشاهير، نأتي الآن على ذكر الأشياء أو المنتجات التي تغزو الأسواق كل يوم بحجة أنها منتجات لها مفعول السحر ونتيجتها فورية مثل مصباح علاء الدين تفركه فتتحقق أمانيك.
فلتسأل
أي شخص هل يصدق أن منتج ما بعينه مثل إعلانات مسحوق الغسيل أو منظفات الحمام أو إعلانات التخسيس وكل ما له عِلاقة بفقدان الوزن، هل يصدق الأمر حقا؟ بل هل يصدق الإعلانات عامة؟ كنت سأقول لا ولكن للأسف الإجابة هي نعم، فكما هناك من يريد بيع الوهم على أنه حلم بالمقابل هناك من يريد شراء هذا الوهم على أنه حقيقة.
ما أقصده هنا أن من يشتري منتج من الفئة السابقة هو واثق بل ومتيقِّن أنه لا ولن يفعل
مفعول السحر من أول مرة ولا من المرة الأخيرة فأي منتج له هدف ما ويحققه
حسب المعايير التي تم صُمم من أجلها، لكنه لن يجعل حياتك أفضل، أنت وحدك القادر علي ذلك وأنت تعلم بذلك ولكنك لا تُرد أن تأخذ خطوة شجاعة بهذا الشأن، هنا يأتي دور تلك الإعلانات ومروجيها فهم يعرفون أنك
تريد الحياة السهلة المرفهة كما تراها أمامك في حياة المشاهير المعلنة دون أن تتكلف جهد أو مشقة ولن تهتم أو تستمع أو
تصدق حينئذ بما وراء هذه الحياة من قبح ونفور.
فهذا الإعلان عن المنتج السحري الذي سيغير حياتك للأبد وهو ما لن يحدث وأنت
تعرف لكنك سوف تشتريه على أمل أن ينجح في ما أخفق فيه ما سبقه من قبل ومهما
توالت عليك المنتجات والإعلانات ستظل دوما تشتري علي أمل أن كل مرة تصبح غير
المرة فتفشل مرة تلو الأخرى.
ألم يقول ن “الجنون هو أن تفعل ذات الشيء مرةً بعد أخرى وتتوقع نتيجةً مختلفةً” وكذلك الأمر عندما تشتري المنتج تلو الآخر وأنت يملؤك العشِمَ أنه سيجعلك أكثر جمالاً أو قوة أو ذكاء لتكتشف أنك أنت كما أنت هذا إن لم يسبب لك مشكلات صحية أو مادية أو كلاهما معا فيصبح الوضع أسوأ لأنك لم تحصل مقابل ما اشتريته ودفعت فيه الكثير من المال والجهد والبحث بل وستدفع عليه أضعافا مضاعفة حتى تصلح ما أفسده بآثاره السلبية عليك وعلى حياتك.
أخيرا أقول أنه من حقك أن تختار المنتجات التي تجعل حياتك ميسرة وتعينك على المستجدات العصرية التي تطرأ على حياتنا كل يوم لكن بالمقابل يجب عليك أن تدقق جيدا قبل أن تقوم بعملية الشراء حتى لا تجني بعد ذلك مشقة لن يتحملها غيرك أنت بمفردك.
فكر قبل أن تتصرف والأخر أنت هو صاحب القرار.
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق