المواجهة الخاسرة

أن تخسر المواجهة
المواجهة الخاسرة

 

بسم الله الرحمن الرحيم


أتعرف هذا الشخص في حياتك الذي قد يكون زميل أو قريب أو أقرب من ذلك، من تعلم جيداً أنه يملك كره خفي في داخله لكن تصرفاته تظهر عكس ذلك، بل ويسعى كي يخبرك أنه يحبك من أعماق قلبه لكن مسعاه يبوء بالفشل لأنك تعرف جيداً أنه يظهر عكس ما يبطن فتصرفاته تخالف ما يقولوه ولديه القدرة لإيجاد تفسير لأي شئ، هو  لا يقوم بأكثر من أن يجعلك تدور في دوائر مغلقة حتى لا تقدر على سؤاله عن شئ بعدها، وتعرف أنك عندما تدخل معه في نقاش سيصبح جدال لا ينتهي ولن تكون أنت الفائز فيه.

هذا الشخص عندما يقرر مواجهتك بما في قلبه، فلا تفرح كثيراً بأنه حان وقت المواجهة بل تلك الخطوة لن تكون في صالحك فمن ناحية أنه تعب من إخفاء نفوره منك فقرر يبوح لك بما في داخله تصور! ومن ناحية أخري وهذا هو الأهم لأنه إذا لم يقم بمواجهتك ما كنت لتفعل أي شيء منذ البداية، لكنه عندما يقوم بإهانتك أمام عدد من الناس فهذا يعد أمر كبير.

لذا ... تريث كثيراً في الرد عليه لأنه يضغط عليك للقيام برد فعل لما حدث، فإذا رددت بالصمت ستكون تلك الطامة الكبرى وسينظر لك الغير نظرة بأنك شخص ضعيف، فكيف له أن يخطأ معك وأنت صامت ألا تمتلك قيمة؟ نفس هؤلاء الأشخاص الذين يدفعوك من أجل حدوث مشادة بينكما فإذا ما انتهت المواجهة دون خير لأي منكما لن يعبأوا بما حدث بل من الموقف بِرُمَّته.

وإذا قررت أن ترد وبقوة ستظهر أمام الآخرين بمظهر المستأسد الذي يستقوي على الضعيف وإذا تكلمت ستصبح المخطئ بل ستجد نفسك تقوم بالاعتذار للآخر، أتعرف لما؟ لأنه كان يمازحك، نعم شأن العالم أنه ما عاد باستطاعتك أن تحاسب أحد على أي حديث يقولوه لك لأنه من السهل عليه أن يقول أنه كان يمزح وإذا لم تتقبل ذلك يتم وصمك بأنك شخص يصعب التعامل معه.

الحل الأسلم لك في تلك المواقف هو ألّا تسمح لمن يكرهك بأن يخبرك بشعوره لك أمام الآخرين حتي لا يجعلك تقم بالرد عليه لأنك إن رددت عليه أم لم ترد ستري نتيجة الأمور والتي لن تكون في مصلحتك، ليس الغاية مما أقول التقليل من أهمية صون نفسك إذا ما هاجمك الآخرين بل أن تتمعن جيداً وبحكمة كيف تتصرف في الأمر دون أن تفتح عليك أبواب من القضايا المختلفة وأنت في غنى عنها.

لهذا أترك الشخص يلقي نتيجة أفعاله دون تدخل منك، فإذا أراد أحد أن يضمر شر لك فهذا قراره ونتيجته تقع عليه، مادام أنه لم يجعل من الأمر أفعال يتوجب وقتها أن تأخذ رد فعل مضاد تجاهها فلا تجعله يبدأ حتى، ورجاء اتركه (لله) ذو الجلال والإكرام فهو كفيل به وهو القائل في كتابه الكريم (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) سورة البقرة آية (137).

شكراً جزيلاً 

تعليقات

المشاركات الشائعة