فوقية التعامل

التعامل بفوقية
فوقية التعامل

 

بسم الله الرحمن الرحيم 


يوجد بهذه الآونة مظاهر للتعامل بين الناس بفوقية، كل يرى أنه أفضل من الآخر، فمن حقك أن ترى نفسك أفضل شخص في هذا العالم بأسره لأن لا غيرك بهذه المسألة، ولكن من قال أنك إذا قللت من قدر أحد ستكون أفضل منه فقد لا تكون كذلك، لأنك قللت من قدرك بفعلتك هذه، وهذا ما أنت في غنى عنه من دون الدخول في تحديات لا طائل منها ثم إذا ما أظهرت أنك أفضل من الآخرين ولا أعرف كيف ستفعل ذلك ما الذي سيعود عليك بالنفع؟

نحن نجد العديد من الآراء المختلفة، فمن يراك بشكل خاطئ سيراك غيره بشكل جيد، من وجودك له أفضل حال سيري غيره أنك لست أحب  الناس إليه، فإذا اعتمدت على الناس في أن تفصل بينك وبين الآخرين فأنت مخطئ، المهم هل يوجد ضمانة في أن تكون الأفضل طوال الوقت؟ وهل تعلم جيداً المقابل الذي ستقدمه كي تصل إلي غايتك؟ تنبه جيداً وقدر الأشياء واحسبها بشكل صحيح بل الأفضل لما بعد.

فالحق أن المسألة ليست فيك أنت بقدر ما هي في من أخبرك أنك إذا أصبحت أفضل ستحصل علي الأفضل وتركك للدخول في نزاعات وتناحرات لا تنتهي كي تصل إلي شئ تذوب معه غيره من الأشياء، ألا تفكر أنك إذا أصبحت الأفضل ستصبح محل تقدير الآخرين، وسيظهر لك الكثير ممن يريدون أن ينتزعوا هذا اللقب منك وقد لا يتمتعون بالشرف أثناء قيامهم بذلك، هل أنت مستعد لهذه الأمور؟

أعرف أنك فعلت ذلك منذ البداية لأنك عانيت كثيراً من الناس لإساءتهم فهم طيبتك وحسن نواياك وأساؤوا معاملتك، ولكن هل أنت بحاجة لهذا النوع في حياتك بأي حالة كنت عليها؟ لا أطالبك بأن تقف كالمتفرج إذا ما أهانك أحد ولكن إن كنت تظن أن من حقك رد الإهانة بإهانة سيدخلك ذلك في دائرة لا تنتهي، فأي منكم يرى نفسه الأفضل عندما يري الأخر أنه العكس من ذلك، صحيح أن البادئ أظلم ولكن من يرد برد بأكثر منه يفتح عليه باب من التصعيد لا تتوقف.

واعلم جيداً، أنك إذ ما أصبحت أفضل من أحد فثمة من هو أفضل منك، وإذا سعيت في أن تأخذ مكانه فأعرف أنه سيأتي دورك ليأخذ غيرك منك مكانك، هكذا تقول القاعدة التي أرتضيها أنت على نفسك منذ البداية فإذا أردت أن تأخذ شئ فخذه بخيره وشره، وإذا خرجت النتيجة في غير صالحك فهذا ما اقترفته يداك فلا تجازي أحداً على ذلك.

واتخذها قاعدة لك في حياتك، لن تستفد شئ إذا عاملت الناس بفوقية بل سيظهر هذا أن لديك نقطة ضعف سيضغط الناس عليك بها باستمرار ولن يحلها أن تصبح مستأسد يخيفهم، فقد تشتري ذمة الناس ولكنك لا تستطيع أن تشتري قلوبهم. لذلك اشتري أنت نفسك واخرج من هذا النفق الضيق، أنت هو أنت بنظر من يحبونك فهم ينتمون لك ويشكلون درع قوي ضد أي هجمات خارجية عليك، ولا تنسي أن (الله) ذو الجلال والإكرام شاهد ومطلع علي حالك حتى يوم الدين.

 فكن نفسك ولا تخش إلا (الله) عز وجل.

شكراً جزيلاً 

تعليقات

المشاركات الشائعة