كتابة الحزن

كتابة الحزن

بسم الله الرحمن الرحيم

أتقدر علي أن تكتب وأنت حزين؟ وهل هذا معناه أنك لا تحس بالحزن لدرجة أنك تمارس الكتابة التي تعد أحد مظاهر الحياة؟ أيعني أن كونك تكتب أنك لست حزين؟ أشرط أن تقعد في مكان منعزل وتبكي ليل ونهار ولا تفعل أي شيء يدل على أنك حي موجود وتعيش في الدنيا لتكون هكذا حسب المظاهر حزين.

من قال أن الحزن هو الموت؟ الإثنين مختلفين عن بعضهما البعض، ليس كل حزن ينتهي بالموت، لكن الموت يتصل بدرجة كبيرة بالحزن، من له أن يقول إذا ما كنت حزين أو لا؟ أيقول بأنك لا تحترم شعور الحزن لك أو للآخرين؟

أنك لم تقعد واضع يديك على خدك تراقب ما يحصل حولك، أحببت أن تعمل شيء تفصح به عن نفسك، أن أكثر شيء تحب عمله هو أكثر وسيلة ناجحة للتعامل مع الحزن.

الحزن ليس أمر خاطئ لأنه يعلمك أمور كثيرة مثله مثل الفرح، أهمها أن تقعد مع نفسك لتسمعها وتتصالح معها، تكتشف الدنيا التي تعرفها وقررت أن تنساها بأحداث الحياة، تعرف الأمور المهمة لك حتى تركز عليها وقبل هذا تعرف أنك خلقت لعبادة " الله" عز وجل وهذه الغاية الأسمى التي تعيش من أجلها.

لذا... أحزن من أجل نفسك عندما يحزن من أجلك الآخرون ليس لضيق بحالك ولكن لأنك قمت بمرضاة (الله) جلا جلاله في خطواتك وأنك تتقبل أن الحياة هي فرح وحزن معا.

شكراً جزيلاً