بالأمس كانت الصور الشخصية يعني بها الصور التي تقوم بإلتقاطها في حياتك الخاصة مع أسرتك، أصدقائك المقربين، ولا تتشاركها إلا معهم أو مع عدد قليل من المقربين لك، اليوم أصبحت الصور الشخصية مباحة للكل يراها ويعلق عليها وأحيانا تتراوح التعليقات بين السلب والإيجاب وأحيانا كثيرة يتعدى النقد حدود الإحترام.
الفكرة أن السبب في ذلك هو مبدأ المشاركة الذي تم استغلاله أسوأ استغلال، وكل هذا يرجع سببه إلي مواقع التواصل الاجتماعي التي تتحمل بعض المسؤولية وليست كلها، فالكثيرون الآن يبحثون عن الشهرة يريدون الظهور في الصورة لكي يأخذون المدح والاعجاب والتعليق من قبل الآخرين ومستعدين في سبيل ذلك أن يلتقطون صور لهم في كل مكان وأي وقت وأحيانا أي وضع طالما أن هذا سوف يجعلهم محبوبين وهناك أناس أعدادهم ليست بقليلة ينتظرون صورهم بفارغ الصبر.
أدرك تماما أن من حق كل شخص أن يكون له صفحته الشخصية التي يعرض فيها صوره ليشاركها مع من يحب وليس هناك عيب في أن تكون محبوب من قبل الاخرين ولكن الأهم هل أنت مستعد لتحمل النتيجة دخول أي كان إلى صفحتك؟ والذي لن يفعل ذلك حتى تأذن له بالدخول ثم تطلب منه بعد ذلك أن يضع التعليق المناسب لك وإن لم يفعل طردته بحجة أن فجاءة أصبحت الصفحة خاصة، إذن خطأ من هذا؟
وقبل أن يُفهم كلامي على نحو خاطئ، هناك فرق كبير بين الصور الشخصية والصور الخاصة فالأولى تتشاركها مع عدد قليل من الناس المقربين منك، أما الثانية ما كان عليك أن تلتقطها من الأساس لأنك ستظل تدفع ثمن هذا الأمر غاليا.
فقد أصبحت الصور في كل مكان تلك هي حمى الـ selfie "الصور الذاتية" التي تدفع ضريبتها حتى الآن من حياتنا وخصوصيتنا والتي سرقت لحظاتنا الثمينة وجعلتها عبارة عن مزاد كل واحد يستطيع أن يزايد عليه لمصلحته الشخصية والحقيقة أن رغم ما يملكه المزايد فهو لن يقدر قيمة تلك الذكريات مثل من عاشوا وانحفرت في أذهانهم وقلوبهم حتى آخر العمر.
لذلك قبل أن تفكر في مشاركة صورك الشخصية مع كل من هب ودب أسال نفسك أولا هل الأمر يستحق؟
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق