بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الملاحظات التي تنبهت إليها عند مشاهدة عدد من مقاطع الفيديو videos المتوفرة على منصات التواصل الاجتماعي وأشهرها منصة YouTube.
الأمر الذي يستدعي التفكير هنا هو، ما الذي يهدف إليه المدون من المحتوي الذي يقدمه؟ أهو طرح التساؤلات أم إعلان النتيجة؟ من البديهي أنه ليس مع هؤلاء ولا هؤلاء- مسألة الحيادـ يقول إنه سيناقش المشكلة المطروحة بموضوعية تامة وأي من كان النتيجة في صالحه فلتكن، بينما هو ومن قبل أن تقم بفتح الفيديو معروف سلفاً موقفه جيدا، بل ويسعي جاهدا لأن تأخذ نفس الموقف.
الأمر الآخر يتجلى في العنوان الطويل للفيديو – والذي يعد بمثابة شرح له، أليس من الأولي ترك المشاهد يحصل على ملخصه الخاص به، وإذا أراد المزيد من التوضيح لديه صندوق الوصف لطرح ما لدي المدون من أفكار عن الموضوع أو القضية التي يتم يتناولها.
لعل التغيير السريع للمحتوي أصبح عند المتابعون أمر مصدق به، والدليل عليه انتشار تلك الفيديوهات القصيرة والسريعة المسماة ب shorts ومضمونها الذي يتحدث عن عرض معلومة ما في أقل من دقيقة. بالمقابل ما تبدأ في متابعة فيديو إلا وتجده لا يقول لك الخلاصة.
ويتم تسجيل ردود أفعال المشاهدين لمقاطع الفيديو المنتشرة على الإنترنت والتي تتأتى في عدد منها وهي طول مدة عرض الفيديو وأنه لابد من اختصاره، أو عن إعادة نفس المضمون حتى أصبح مكرراً أو عدم جدية الطرح لمجريات الحياة.. وغيرها.
ولابد لنا هنا التأكيد بأن كلمة video باللغة اللاتينية تترجم باللغة العربية إلى فيديو بنفس النطق ومعناها المَرئي (تَّسْجِيِل مَرْئِي) أي ترتيب الإشارات الإلكترونية لتشكيل صور متحركة. ويعرف الفيديو بأنه وسيلة إلكترونية للتسجيل والنسخ، والتشغيل، والبث، والعرض لنقل الوسائط البصرية والسمعية فيديو – ويكيبيديا.
إنما عند مفهوم آخر مثل الصورة فيوجد ثلاث كلمات متقاربة لها نفس المعني باللغة العربية بينما هناك فارق لغوي بينهما لاستخداماتهم في اللغة الانجليزية هي photo, picture, image.
فكلمة (Photo) تستخدم مع الصور الفوتوغرافية سواء العادية أو الديجتال “الرقمية” الشخصية التي تلتقطها فى المناسبات، أما (Picture) اسم شامل لجميع الصور والرسوميات فيمكن استخدامها كاسم أو فعل، وبالنسبة ل (Image) هي الصورة الافتراضية، مثل صورة الحاسوب، أو الناتجة عن المسح الضوئي، أو عن البرمجيات (الفوتوشوب) التي تكون في عقلك أو ذاكرتك لشيء ما، مأخوذة من كلمة Imagine بمعنى تخيل.
كما هنالك أيضا فارق بين الصورة والفيديو، فالعالم يحب الفيديو أكثر لما فيه من إظهار للمشاعر والتعبير عن العواطف الإنسانية وتتابع حي لما يحدث وقت أن يحدث، بينما الصورة يتم استنباط الأحداث منها، لكنها قد تفتح باب للتكهنات وأحيانا تكون مثار للجدل، ومع هذا لكل منهما استخداماته التي لا يستبدل به الآخر.
وأخيراً … نقول إن الفيديو عالم بحد ذاته وأولي لنا أن نتنبه لما يحدث في هذا العالم وأن نكون مؤثرين فيه كما نحن متأثرين به.
الموضوع نشر بنفس العنوان (عالم الفيديو) في مدونتي (عالم واسع) بتاريخ 1 يناير 2025.
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق