بسم الله الرحمن الرحيم
تم التطرق مؤخرا بالحديث عن عدم إصدار الأحكام على الآخرين ذلك أنه لا يحق لأي أحد فعل ذلك في المطلق، لكن ليس معنى هذا ألا تصدر الأحكام قط، فهناك أمور يحق للمرء أن يصدر حكمه فيها، فليس بالضرورة أن تكون من هيئة القضاة حتى يمكنك أن تبت في حكم ما، أن تكون من الخبراء الأكاديميين في مجال معين فأنت أهل ذكر ومن حقك كما يقال أنت تدلو بدلوك، أنت أكثر الناس دراية بالأمر وسوف تجيد الحكم على الأمور جيدا.
المقصود من عدم إصدار الأحكام هنا ألا يكون الأمر جزافا ممن لا يحق له أن يفعل، فحياة الناس الخاصة ليست مشاع أو فرصة لإصدار الأحكام دون حساب، أغلب الوقت يلعب الناس دور المتلقي في الحياة، ولا يقومون بإعمال عقولهم فيما يسمعون أو يرون، مما يتطلب الأمر الحث على احترام خصوصية الآخرين، وعلينا ألا نصدر أحكام في أشياء لا تخصنا، فإذا لم تكن أحد الأطراف المسؤولة عن الأمر وعواقبه، رجاء ... لا تتدخل.
إن الكلام بالسوء عن الآخر في غيبته له ثمنه وهو يعد من الأمور التي يحاسب العبد عليها من (ربه) جل في علاه، وليس لزاما وجود طرف آخر حتى وإن كنت بمفردك وتقوله في إسرارك يظل ثقله عليك، الجميع يعرف هذا ومع ذلك لا يطبقونه على الأقل ليس الأكثرية منهم. ليس كل ما نعرفه نستوعبه كما أنه ليس كل ما نجهله نسعى لمعرفته، فأحيانا الجهل يدفعك لفعل امور لم تكن تتخيل أن تفعلها سواء بالأمر الجيد أو السئ ولا تستطيع حقا معرفة ذلك.
من حقك أن تحكم، طالما أنك تعلم جيدا أبعاد وزوايا الأمور وعلى دارية بنتائج إصدار هذا الحكم ومستعد لها وإلا رجاء ... لا تحكم.
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق