بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما يتردد من حولنا عبارة أن البساطة هي سر الحياة، ولن تجد اثنين قد يختلفا على هذا الفكر، فكلما كانت الحياة أكثر بساطة أصبح الإنسان أكثر هناء ورغبة بالعيش لكن هذا العالم بأحداثه المتوالية كل يوم لا يمكننا وصفه بالبساطة قط، بل تجد مزيد من التعقيد والتوتر والقلق والصراعات والحروب في مختلف بقاع الأرض، إذن كيف نتفق على رغبتنا في فعل شئ ثم نفعل عكس ذلك؟
أن تكون انسانا بسيطا لا يعني بالضرورة انك انسان فقير بل أحيانا يُساء فهم البساطة بأنها تقنع المرء بحياة غير طموحة حيث يثقل كاهله البحث طوال اليوم عن لقمة العيش حتى عندما ينام لا يحلم إلا بذلك، من يريد أن يكون بهذه البساطة؟
ومن أهم الأسباب التي تجعل الآخرين يتراجعوا عن تحقيق البساطة في حياتهم كونهم يتصورون أنها تعد بمثابة التخلي عن ترف العيش والزهد في كل ما حولهم وهذا غير صحيح، وعلى الرغم من أن الزهد من الأمور التي إن استطاع العبد القيام بها لأرتقي روحيا لكن لا يمكن أن نطلب من الجميع الزهد، فهو بحاجة للتهيئة التي قد لا يكون في وسع الكثيرون فعلها.
فإذا ما كانت القاعدة هي البساطة في كل شئ تقريبا، فعليه يظهر هنا الفرق بين البساطة والتبسيط، هناك الكثيرون ممن يخلطون بين هذين المفهومين، البساطة هي أن يكون المرء على طبيعته دون تعقيد بينما التبسيط أن يكون الأمر هام فيحوله المرء إلى أمر عادي وقد يعرضه بهذا أن يقلل من قيمته الحقيقية.
كما قال الكاتب والأديب أنيس منصور أنه كان يعيد كتابة مقالاته أكثر من مرة من أجل أن تصبح معاني الكلمات بسيطة حتى أنه كان يصل عدد محاولات إعادة مقالاته إلى (50) مرة حتى يصل إلى بغيته بحيث يستطيع كافة أنواع القراء فهمها واستيعابها، وبالمقابل هناك فكر آخر والذي يرى أنه إذا ما قمنا باستخدام أسلوب البساطة في الكلام والكتابة نكون بهذا نقلل من شأن قيمة معانيها الحقيقية.
وتعد مواقع التواصل الاجتماعي من أهم الوسائل التي بإمكانها تحقيق الأمر، فلا يمكن أن نحملها فوق طاقتها وقبل أن نتحدث عن سلبياتها فلنتذكر أنها مثل الإناء ينضح بما فيه، أي أنها لا تعكس سوى ما ينشر على صفحاتها، فنحن من نحدد الصورة التي نريد أن نظهر عليها للآخرين. أن ننشر البساطة في حياتنا هي بأن نعرف قيمة ما ومن في حياتنا ونتمسك بهم ونصر على ألا نرضى لكل ما يحدث حولنا أن يعكر علينا صفو حياتنا.
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق