بسم الله الرحمن الرحيم
أحيانا يخاف المرء أن يكون وحده فيذهب وحدته بعدة مشاغل غير مجدية حتى لا يسمع ضجيج نفسه فلا يواجهها لأنه يخشى أفكاره يخشى أن يعرف ما لا يعجبه في نفسه والسبب في كل هذه الأمور هو العقل.
يضع العقل قيودا على الإنسان، تظنه صديقك لكنه في الحقيقة عدوك، فهو لا يجب أن يكون صديق ولا عدو، العقل له وظيفة يؤديها بهدوء ودون مشاكل، ولكن إن زاد اعتمادك على العقل أكثر من غيره فهو يجعلك تظن أنه في صفك لكنه في الحقيقة لا يجعلك ترى الصورة بتمعن، يغرقك في أفكار لا تنتهي عن مدى سوء الأمر الذي سيعود عليك فعليا بالنفع ولكنه يجعله يبدو لك أنه ضار فقط حتى تخاف منه وتتراجع عن فعله.
العقل يسبب لك الخوف حتى يستطيع أن يفعل أي شئ لحمايتك بالكذب وذلك على رغبتك انت هو يتحجج بحمايتك حتى يجعلك لا تفعل أي شئ ولا تفكر في أي شئ، أن تتلخبط الأفكار وتتزايد حتى تقول أنك لن تفعل شيء بحجة أنك في مطرح آمن مطمئن دون أن تتصرف فتعرض نفسك للخطأ، أن تبقى هكذا أفضل لك ألا تتحرك من مكانك وتدع عقلك يقوم بالعمل كله بمفرده.
العقل هو ميزان الإنسان، نبراس الحق الذي يجعله يمشي على الصراط المستقيم ولكن العقل مثله مثل جميع مخلوقات (الله) عز وجل لا يمكنه العمل بمفرده، أحيانا هذا الجزء الرئيس في حياة الانسان يتحول الى عطب يؤثر على وظيفته الحقيقة ألا وهي أن يفرق الإنسان بين الحق والباطل.
لذا لا يمكن الاعتماد على العقل وحده، فبالرغم من أهميته في حياة الإنسان إلا إنه لا يمكن الاعتماد عليه وحده، ولا في الغلبة على بعض المخلوقات الأخرى لا ينفع أن يكون القلب خائف من شيء والعقل يسكته أو أن يشتكي الجسم من الألم والعقل يكذبه، فالعقل لديه هذه الرغبة للسيطرة على الإنسان ليسمع كلامه وحده ورغم القيمة العالية العقل وأهميته لا يمكن حدوث ذلك، كما لا يمكن الاستغناء عن العقل فإن وظيفته تكمل وظائف باقي أعضاء الجسم ألا وهي هداية الإنسان إلى الطريق المستقيم
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق