تعد عمليتي التبييض والتسويد من أهم العمليات في مهنة الكتابة وعليهما تقع مسئولية خروج المحتوي بالمستوي اللائق وأن يتم التعبير بوضوح ودقة عن المضمون المكتوب بأنواعه المختلفة. فعملية التسويد للمقال هي أن تقوم بكتابته في شكله المبدئي ثم تبدأ في تعديله سواء بالحذف أو الإضافة حتى تتأكد أنك أجريت كافة التعديلات اللازمة ثم تأتي عملية التبييض وهي كتابة المقال في صورته النهائية بكل ما تم اضافته ودون ما تم حذفه.
عن نفسي فإني لا أقوم بهاتين العمليتين لمقالاتي بالورقة والقلم لسهولة إجراءها إلكترونيا وتوفيراً للوقت والجهد. عند بالبدء في الكتابة، أكتب وأكتب لمدة طويلة حتى أن ما قد استخرجه من جراء هذا من الممكن أن يكون سطر أو جملة واحدة، حينئذ أضع حولها مربع تظليل كي أعرف أنها للكتابة في العلن، فليس كل أنواع الكتابة تكون في العلن- بلا غرض للكتمان- كما أن ليس كل شي يكون عن مسألة الخصوصية فقط، ذلك لأن هناك قواعد ومعايير للكتابة مع أن هناك من يستخدمها بغير بحقها، بل بهدف رفع عدد الزيارات للموقع الخاص به.
كما يُعرف من انطباعات القراء عند اطلاعهم على مشاركات التدوين، أن الكثير منهم يريدون الخلاصة، لكن هناك أمور في الحياة دون سواها تتطلب كتابة موضوع أو سلسلة مواضيع عنها، أو أن تفرد لها الحديث على هيئة مقال مفصل.
الأمر لا يجب رؤيته هكذا، لأن عدد القراء للمدونات لا يقارن بالمنصات الأخرى أن يعد هذا مبرر لترك الكتابة بها، قد نضعه في الحسبان، ولكن لا يمكن ألا نكتب لأن الغالبية لا تقرأ وإذا ما قرأت تقرأ سطور لا أكثر، إنما معناه أن نسعى للكتابة متنبهين لما يحدث من حولنا، ونحن في غني عن الكتابة حسب الطلب أو نستخدم أدوات جذب خادعة فقط مثل العناوين غير المرتبطة بالموضوع لنجعل الناس تقرأ، فلا القراءة تكون بالإجبار ولا ينفع هنا المساومة.
أخيرا ... نتحدث هنا عن متي تكون الكلمات رائعة وتستحق الاهتمام والوصول للجمهور عندما:
- تكون نابعة من القلب بإخلاص والعمل باجتهاد وتقدير قيمتها الحقيقية وأثرها على المجتمع.
- يتم الاهتمام بالتدقيق الإملائي والنحوي قدر الإمكان، ولكن مع الإدراك أن الأخطاء تحدث.
- تصدر عن السمع لنبض الشارع وتنجم عن سعة الاطلاع والوعي بالمجريات اليومية.
- لا يتم الاكتفاء بوجهة نظر واحدة لما يحصل، بل تأتي من تشارك الرأي مع الآخرين.
- يكون لدي الكاتب خواطر رائعة وخبرات متجددة تنم عن موهبة راقية صاعدة.
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق