بسم الله الرحمن الرحيم
هذه أهم النقاط من الباب التاسع والعشرون بعنوان (في ذم الهوى وما في مخالفته من نيل المنى) من كتاب "روضة المحبين ونزهة المشتاقين" من تأليف الشيخ ابن قيم الجوزية والذي يتحدث عن معنى الهوى وذمه في حالة تعارضه مع ما يأمر به (الله) عز وجل حيث عرف ابن القيم الهوى بأنه:
الهوى: ميل الطبع إلى ما يلائمه، وهذا الميل خلق في الإنسان لضرورة بقائه. فلا ينبغي ذم الهوى مطلقا ولا مدحه مطلقا وإنما يذم المفرط من النوعين وهو ما زاد على جلب المصالح ودفع المضار.
كما أوضح الخمسون النقطة التالية وذلك لمن يرغب في التخلص من الوقوع في هوى يأباه (الله) ورسوله "صلى الله عليه وسلم" وهي كالتالي:-
فكيف يتخلص من هذا من قد وقع فيه؟
قيل: يمكنه التخلص بعون (الله) وتوفيقه له بأمور:
أحدهما: بعزيمة حر يغار لنفسه وعليها.
الثاني: جرعة صبر تصبر نفسه على مرارتها تلك الساعة.
الثالث: قوة نفس تشجعه على شرب تلك الجرعة، والشجاعة كلها صبر ساعة، و خير عيش أدركه العبد بصبره.
الرابع: ملاحظته حسن موقع العاقبة والشفاء بتلك الجرعة.
الخامس: ملاحظته الألم الزائد على لذة طاعة هواه.
السادس: إبقاؤه على منزلته عند (الله) تعالى وفي قلوب عباده وهو خير وأنفع له من لذة الهوى.
السابع: إيثار لذة العفة، وعزتها وحلاوتها على لذة المعصية.
الثامن: فرحه بغلبة عدوه وقهره له ورده خاسئا بغيظه وغمه وهمه حيث لم ينل منه أمنيته.
التاسع: التفكر أنه لم يخلق للهوى وإنما هيئ لأمر عظيم لا يناله إلا بمعصيته الهوى.
العاشر: ألا يختار لنفسه أن يكون الحيوان البهيم أحسن حالا منه، فإن الحيوان يميز بطبعه بين مواقع ما يضره وما ينفعه، فيؤثر النافع على الضار والإنسان أُعطي العقل لهذا المعنى.
الحادي عشر: أن يسير بفكره في عواقب الهوى، غير أن عين صاحب الهوى عمياء.
الثاني عشر: أن يتصور العاقل انقضاء غرضة ممن يهواه.
الثالث عشر: أن يتصور ذلك في حق غيره حق التصور.
الرابع عشر: أن يتفكر فيما تطالبه به نفسه من ذلك ويسأل عنه عقله ودينه يخبرانه أنه ليس بشيء.
الخامس عشر: أن يأنف لنفسه من ذل طاعة الهوى.
السادس عشر: أن يوازن بين سلامة الدين والعرض والمال والجاه ونيل اللذة المطلوبة.
السابع عشر: أن يأنف لنفسه أن يكون تحت قهر عدوه (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
الثامن عشر: أن يعلم أن الهوى ما خالط شيئا إلا أفسده.
التاسع عشر: أن يعلم أن الوسواس الخناس (نعوذ بالله منه) ليس له مدخل على ابن آدم إلا من باب هواه.
العشرون: أن (الله) سبحانه وتعالى جعل الهوى مضادا لما أنزله على رسله وجعل اتباعه مقابلا لمتابعة رسله وقسم الناس إلى قسمين: أتباع الوحي وأتباع الهوى.
الواحد والعشرون: أن (الله) سبحانه وتعالى شبه اتباع الهوى بأخس الحيوانات صورة ومعنى فشبههم بالكلب تارة كقوله تعالى (فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ) الأعراف 176 و بالحمر تارة (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ) المدثر 50 وقلب صورهم إلى صورة القردة والخنازير تارة.
الثاني والعشرون: أن متبع الهوى ليس أهلا أن يطاع ولا يكون إماما ولا متبوعا بأمر (الله) سبحانه وتعالي.
الثالث والعشرون: أن (الله) سبحانه وتعالي جعل متبع الهوى بمنزلة عابد الوثن أو المنافق.
الرابع والعشرون: أن الهوى هو حظار جهنم المحيط بها حولها فمن وقع فيه وقع فيها.
الخامس والعشرون: أنه يخاف على من اتبع هواه أن ينسلخ من الإيمان وهو لا يشعر.
السادس والعشرون: أن اتباع الهوى من المهلكات.
السابع والعشرون: أن مخالفة الهوى تورث العبد قوة في بدنه وقلبه ولسانه.
الثامن والعشرون: أن أغزر الناس مروءة أشدهم مخالفة لهواه.
التاسع والعشرون: أنه ما من يوم إلا والهوى والعقل يعتلجان في صاحبه فأيهما قوي على صاحبه طرده وتحكم وكان الحكم له.
الثلاثون: أن (الله) سبحانه وتعالى جعل الخطأ واتباع الهوى قرينين وجعل الصواب ومخالفة الهوى قرينين.
الواحد والثلاثون: أن الهوى داء ودواؤه مخالفته.
الثاني والثلاثون: أن جهاد الهوى إن لم يكن أعظم من جهاد الكفار فليس بدونه.
الثالث والثلاثون: أن الهوى تخليط ومخالفته حِمية ويُخاف على من أفرط في التخليط وجانب الحمية أن يصرعه داؤه.
الرابع والثلاثون: أن اتباع الهوى يغلق عن العبد أبواب التوفيق ويفتح عليه أبواب الخذلان.
الخامس والثلاثون: أن من نصر هواه فسد عليه رأيه وعقله.
السادس والثلاثون: أن من فسح لنفسه في اتباع الهوى ضيق (الله) عليه في قبره ومعاده ومن ضيق عليها بمخالفة الهوى وسع (الله) عليه في قبره ومعاده .
السابع والثلاثون: أن اتباع الهوى يصرع العبد عن النهوض يوم القيامة عن السعي مع الناجين كما صرع قلبه في الدنيا عن مرافقتهم.
الثامن والثلاثون: أن اتباع الهوى يحل العزائم إلى (الله) والدار الآخرة ويوهنها ومخالفته تشدها وتقويها.
التاسع والثلاثون: أن مثل راكب الهوى كمثل راكب فرس حديد صعب جموح لا لجام له فيوشك أن يصرعه فرسه في خلال جريه به أو يسير به إلى مهلكه.
الأربعون: أن التوحيد واتباع الهوى متضادان.
الواحد والأربعون: أن مخالفة الهوى مطردة للداء عن القلب والبدن، ومتابعته مجلبة لداء القلب والبدن.
الثاني والأربعون: أن أصل العداوة والشر والحسد الواقع بين الناس من اتباع الهوى فمن خالف هواه أراح قلبه وبدنه وجوارحه فاستراح وأراح.
الثالث والأربعون: أن (الله) سبحانه وتعالى جعل في العبد هوي وعقلا فأيهما ظهر تواري الآخر.
الرابع والأربعون: أن (الله) سبحانه وتعالى جعل القلب ملك الجوارح ومعدن معرفته ومحبته بسلطانين الحق والباطل، فالحق والرشد والهدى سلطان وأعوانه الملائكة وجيشه الصدق والإخلاص ومجانبة الهوى، والباطل سلطان وأعوانه الشياطين وجنده وعدته اتباع الهوى، والنفس تقع بين هذين الجيشين.
الخامس والأربعون: أن أعدى عدو للمرء شيطانه وهواه وأصدق صديق له عقله والملك الناصح له.
السادس والأربعون: أن لكل عبد بداية ونهاية فمن كانت بدايته اتباع الهوى كانت نهايته الذل والصغار والحرمان.
السابع والأربعون: أن الهوى رق في القلب وغل في العنق وقيد في الرجل ومتابعة أسير لكل سيء الملكة.
الثامن والأربعون: أن مخالفة الهوى تُقيم العبد في مقام من لو أقسم على (الله) لأبره.
التاسع والأربعون: أن مخالفة الهوى توجب شرف الدنيا وشرف الآخرة وعز الظاهر وعز الباطن ومتابعته تضع العبد في الدنيا والآخرة وتذله في الظاهر والباطن.
الخمسون: أنك إذا تأملت السبعة الذين يظلهم (الله) عز وجل في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، وجدتهم إنما نالوا ذلك الظل بمخالفة الهوى.
هذه بعض من المقتطفات التي ألهمتني وأردت تسجيلها من هذا الكتاب الرائع.
عنوان الموضوع السابق
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق