بسم الله الرحمن الرحيم
في يوم الـ 21 الواحد والعشرون من شهر مارس من كل عام يحتفل العالم بيوم الأم للتضحيات المتواصلة التي تقدمها الأمهات من أجل أولادهم، لذا... أثرت منذ البداية أن أكتب عنوان الموضوع (يوم الأم) لكيلا ندخل في جدال لن ينتهي، فالأمر المهم هنا ليس في الكلمة بل في المعنى فقد جاءت فكرة يوم الأم للكاتب/ مصطفى أمين عندما قابل أم تشتكي عدم سؤال أولادها عنها بالرغْم من أنها لم تدخر وسعا في تربيتهم والاعتناء بهم وكم آلمها أن يكون رد الجميل بكل هذا الإهمال والنكران منهم لكل ما قدمته بحب وتفاني في خدمتهم والذي لا يمكن أن يقدر بثمن.
فحينها قرر الكاتب/ مصطفى أمين أن يدعو لفكرة تخصيص يوم للأم يحتفل به كل عام حتى يتذكر الأولاد أمهاتهم وهذا ليس إساءة في حق الأب بقدر ما هو عرفان في حق الأم، فلا يصح أن يقدر أحد على حساب بخس أحد آخر فلكل من الوالدين احترامهم وتقديرهم واجلالهم. وما يجعل للأمر رونقه وبريقه أنه كم كانت هذه الفكرة مميزة لدرجة أن موقف شخصي لأم واحدة تثير فكرة احتفال عام بالأم للناس أجمع، هذا لأن الأستاذ أمين أستشعر أن هذا الموقف قد يكون حال الكثير من الأمهات اللواتي يتألمن ولا يتكلمن.
فأراد أن يتم تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل. وفي عام 1956، نجح أمين في مساعيه وتم الاحتفال بأول عيد أم في مصر، في أول يوم في فصل الربيع، الذي سرعان ما انتشر في بقية دول المنطقة العربية (عيد الأم عبر التاريخ: من مصر القديمة إلى العصور الحديثة ).
وأدرك أن فكرة إغراق الأمهات في هذا اليوم بالهدايا أو المظاهر الباذخة ليس ما تطلبه الأم بالدرجة الأولى، وهو أيضا لن يجعل متحجري القلوب من الأولاد يعيرون أمهاتهم بعض الاهتمام، كما لا يمكن بالمقابل أن نطلب بذلك أن تضحي الأم بنفسها في سبيل الأطفال كما تفعل الكثيرات وهن أول من يشتكين عندما يجدن أنفسهن متعبات منهكات القوي ولا أحد يقدر هذا كما يأملن. فلسنا نبرر للبخلاء بانسانيتهم ونخوتهم وأخلاقهم والأهم دينهم بخلهم هذا بل نقول كما أن الأم تعطي أولادها كرمز العطاء بأن تعطي أولاً نفسها أو علي الأقل ألا تبخل علي نفسها بقليل من العطاء ليكون سندها في الحياة والسند أولا وأخيرا هو (الله) عز وجل.
كما أننا لسنا في حاجة إلي إعادة الحديث عن فضل الأم بل علينا جميعا تلمس فضلها في كل وقت وطيلة حياتها حتى عند عهد زواج الأبناء وإنجابها للأطفال فحينها حاجتهم إليها وإلي عطائها يزداد يوما عن يوم بلا انقطاع.
لذا ... نقول لها بكل حب وصدق كل عام وجميع الأمهات بألف خير وطيبة وسلامة وصحة وسعادة وبشكل خاص أقول كل ذلك وأكثر لأمي كل عام وأنتِ يا أمي بهجتنا وتكونين دائما منارة هذا البيت الذي يشع ضوئك علينا دوما وأن يجزيك الله عنا خير الجزاء.
(اللهم آمين يا رب العالمين)
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق