بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تري الآن أكثر من محل يضع على اليافطة عنوان أصله باللغة العربية مكتوب باللغة المسماة فرانكو اراب أو انجلو اراب أو العكس تجد عنوان بلغة أجنبية مكتوب بالأحرف العربية يبدو الأمر غريبا، عندما انتشرت العولمة وأثرت على نمط حياة الناس وتفكيرهم بل وحتى عاداتهم الغذائية وترتبت عليها عدة آثار منها انتشار محلات الوجبات السريعة وجدوا أن الناس كانت تستصعب نطق الكلمات بأي لغة أخرى غير اللغة العربية كاللغة الإنجليزية مثلا لأنها لم تكون مفهومة بالنسبة لهم.
حينئذ قرر أصحاب المنتجات والمحلات العالمية التي لها فروع في بلدان أخرى أن يتم كتابة اسم المحل بلغة البلد الموجودة فيها أي في حالتنا هنا اللغة العربية رغم أنه في الاساس بلغة أخرى وذلك من ناحية أن يشعر أهلها بجانب الانتماء إليها ومن ناحية أخري يصبح يسير عليهم أن ينطقوا ويحفظوا الكلام لأنه بأحرف اللغة العربية التي يعرفوها، وكذلك مدعاة للتفاخر بان أصحابها يعرفون لغات.
لكن الوضع تغير الآن ففي انتشار حمى اللغة الانجليزية وكأنها اللغة الأم، أصبح العديد من الناس يريدون التحدث والتعامل باللغة الانجليزية، فلا ينكر أحد أن اللغة الانجليزية بل وعدة لغات أخري أصبحت من الأمور التي تعد غاية للكثير أن يتعلمها أو على الأقل لا يقلل من أهمية هذا الشأن الذي يمكن توضيحه على النحو التالي:-
- أولا من حق كل إنسان أن يختار الاسم الذي يعبر عنه وعن شخصيته كذلك من حق كل مكان اختيار الاسم الذي يعبر عنه وعن هويته.
- لكل مكان حقوق ملكية فكرية للاسم الذي يقع عليه الاختيار كعنوان له.
- لكل مكان شعار خاص به يعبر عنه ويحقق الغايات المرجوة منه.
- علي المكان أن يراعي الحدود الدينية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية الخاص بالبلد التي يتواجد بها.
- لغة البلد التي يستخدمها مواطنوها أكبر من كونها مجرد لغة بل هي التي تعرف العالم بهم.
ليس الأمر هنا انتصار للغة على حساب لغة أخرى، كما وأن الكلام عن كون اللغة العربية ليست بحاجة لتأكيد هويتها وأن التعامل بلغة أخرى لا ينفي وجودها كلام في ظاهره صحيح، لكن عليك أن تبدأ بمعرفة الأسباب التي جعلت انتشار أكثر من لغة في محيطك ورغبة الكثيرين بالتحدث عنها حتى أنهم ليستوثقوا المحل الذي يستخدم هذه اللغة عن لغتهم الأم.
أن تتعلم لغة جديدة وتتعامل بها أمر له قيمته، فقد تكون أنت الشخص أو المكان القادر على توصيل ثقافة وقيم بلده للعالم أكثر ممن لم يتعلم سوى لغته الأم، ومع ذلك لن تكون متحدث بارع مع الآخرين إلا عندما تحدثهم بلغتهم التي يفهمونها والتي تقول لك من هم.
وشكرا جزيلا
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تضع تعليقك هنا حتي أسمع صوتك بحق